عبّر عدد من الفنانين المصريين عن بالغ حزنهم على رحيل عميد الفن السعودي الموسيقار طارق عبدالحكيم يرحمه الله، معتبرين أن الموسيقى السعودية والعربية خسرت واحدًا من رموزها العرب. بشوش وعبقري المطرب والملحن محمد نوح قال: رموز الموسيقى يتساقطون وينسلون دون أن يشعر بهم أحد.. ويضيف: جمعتنى لقاءات عامرة بالموسيقار الراحل طارق عبدالحكيم تركت أثرًا طيبًا مازلت أذكره، فقد كان يجمع بين البشاشة والطيبة، والصفات الحميدة، والعبقرية، وهذا ما يفسّر الانطباع الجيد عنه لدى كل من قابله ولو مرة واحدة.. وبألم يقول نوح: لولا أنني طريح الفراش حاليًا لكنت أول من يبادرون بالعزاء فيه. أبو الموسيقى حينما ابلغ "الأربعاء" الموسيقار حلمي بكر بنبأ وفاة الموسيقار طارق عبدالحكيم حزن بشدة ووصفه ب "أبو الموسيقى السعودية".. وقال: إنه من الرعيل الأول، وله أعمال متفردة، بل تخطت ما كنا نعرفه عن الموسيقى في بلدان الخليج، فهو موسيقار كبير، خاصة وأنه أخلص لهذا الفن، فدرس الموسيقى ولم يمارسها كهواية، وهو رمز للموسيقى السعودية، وقام بتلحين الكثير من الأغانى الوطنية بألحان تشهد بعظمة هذا الرجل ومدى ما يتمتع به من موهبة كبيرة، وقد غنى له معظم مطربي العالم العربي، وله أغنية شهيرة تغنت بها نجاح سلام هي "يا ريم وادي ثقيف". ووصف الموسيقار حلمي بكر خبر رحيل العميد طارق عبدالحكيم بأنه خبر صدمة بكل المقاييس، ولاسيما لمجال الموسيقى العربية.. وطالب بكر من نقابات المهن الموسيقية المصرية أن تقوم بتأبينه وتكريمه نظرًا لمشواره الحافل وجميل صنيعه للموسيقى العربية. عمل وصداقة الموسيقار الدكتور رضا رجب (عميد معهد الموسيقى بالقاهرة سابقًا) الأكثر تأثرًا، حيث عمل مع الراحل العميد طارق عبدالحكيم فى فرقته، وبعد لحظة صمت قال ل "الأربعاء": كان ملحنًا جميلاً ومؤلفًًا موسيقيًا متميزًا.. كان يدعوني معه في تسجيلات الموسيقى التي كان يعدّها للمطربين ويسجلها في الأستوديوهات بمصر، وقد شاركت معه في فرقته بعزف منفرد على آلكمان في أكثر من لحن.. ويشير رضا إلى أن الفرق الموسيقية المصرية تحرص في المهرجانات المصرية والعربية على عزف ألحانه المتميزة والتي لا زالت تجد صدى طيبًا لدى الجماهير العاشقة للموسيقى. وأضاف: كان طارق عبدالحكيم يحرص على اختيار العازفين معه، وقد عمل معه موسيقيون مصريون لهم أسماء بارزة، خاصة حينما يقوم بتسجيل الألحان في مصر.. ويؤكد رضا أن الراحل طارق عبدالحكيم رحمه الله كان شغوفًا جدًا بالموسيقى ويحرص على تطوير نفسه، وكان ملمًا بالمقامات الموسيقية، حيث كان يعمل بالمقامات الفرعية ثم يعود من جديد للمقامات الأصلية والعكس بحرفية عالية ودون خلل أو ارتباك للموسيقيين، كما كان يستمع للتعليقات حول اللحن وأحيانًا كثيرة يعمل بها حينما يجدها صائبة، ومن عاداته التعامل مع كل إنسان بأدب شديد والتبسط معه وكان محبًا للدعابة ويحرص على التقاط صور تذكارية للفرقة أثناء العمل كتسجيل للحظة، وما أكثر ما جمعتني به لقاءات الصداقة واللقاءات العائلية حينما يحضر لمصر سواء للعمل أو للزيارة العابرة. دموع المونولوجست حمادة سلطان انطلق لسانه مرددًا بجملة "لا حول ولا قوة إلا بالله وإنا الله وإنا إليه راجعون" ثم أنخرط في البكاء، وقال: إنه قبل اتصالنا به كان يستعرض صورًا معه ويحكي لصحفيين يجرون معه حديثا لمجلة لبنانية عن علاقته بالموسيقار طارق عبدالحكيم الذي وصفه بموسيقار الأجيال السعودي مثلما كان الموسيقار محمد عبدالوهاب موسيقار الأجيال في مصر.. ويحكي سلطان عن اللقاء الأول بينهما والذي كان عام 1987 حينما شارك سلطان في تقديم فقرة في مهرجان تكريم رواد الصحافة الفنية والإعلام الفني في صحف المملكة فرع جمعية الثقافة والفنون بجدة حيث اُنتخب رئيسًا للمجمع على شرف طارق عبدالحكيم بعد عودته من الخرطوم وشارك طارق عبدالحكيم بتقديم مقطوعات موسيقية من ألحانه في هذا الحفل. ويقول: بعدها توالت اللقاءات، خاصةً وأنني كثير التردد على المملكة لتقديم أعمال فنية أو للعمرة أو للحج.. ويروي سلطان أن الموسيقار الراحل كثيرًا ما دعاه لأمسياته الفنية والثقافية التي كان يعقدها في متحفه للتراث السعودي في جدة، وقال: لم يجمعني به عمل فني نظرًا لطبيعة عملي كمونولوجست، ولكن كانت تجمعنا الصداقة القوية والتي كانت تزداد يومًا بعد يوم فكنا دائمي التواصل. ويضيف: كان يرحمه الله شخصية تتمتع بالصفات التي تجبرك على احترامها والتعلق بها، حيث كانت فيه طيبة قلما كنا نجدها في إنسان آخر، ولا أدل على ذلك من تعلق الكثيرين به فقد كان له مريدون وعشاق وأصدقاء لا ينقطع منهم مجلس هو فيه، وكان الموسيقار محبًا للدعابة حافظًا للكثير من النكات فهو "ابن نكتة". علامة بارزة ويقول الناقد والمؤرخ الموسيقي الدكتور أيمن محفوظ (الأستاذ بمعهد الموسيقى العربية): صحيح لم ألتق بالموسيقار طارق عبدالحكيم في حياتي لكن تاريخه الفني معروف للجميع، فهو علامة بارزة في مسار الموسيقى العربية ولاسيما الموسيقى السعودية، وقد أحدث نقلة نوعية في مسار الموسيقى هناك، وهو قامة موسيقية يشهد بها تاريخه الذي يزيد على 60 عامًا من العطاء والتفاني المخلص لفنه، وقد لحن لمعظم المطربين في كل أنحاء العالم العربي.