برحيل الفنان الكبير الموسيقار طارق عبدالحكيم»رحمه الله»، رحلت معه المعزوفة الموسيقية الأصيلة التي تناغمت إيقاعاتها مع بزوع وتأسيس المدرسة الفنية السعودية التي تأسست وتزامنت مع تكوين الدولة السعودية. العميد.. أو الرائد الموسيقي أسس مدرسة فنية جارت مسيرتة العسكرية حتى وصل الى رتبة (عميد في الجيش) وكذلك ترقى صعود السلم الموسيقي العربي الأصيل، ومنذ طفولتنا كنا نردد أغانيه الجميلة الخالدة التي لن ولم تمت برحيل جسده حين كان الصغار والكبار يدندنون(ياريم وادي ثقيف..وابكي على ماجرالي ياهلي) واغاني اخرى بالإضافة الى العديد من الألحان التي شدى بها مطربون عرب. الفنان الراحل كان قد اسس سمات هوية فنية سعودية فيها عبق الأصالة في الفن والطرب والذوق الرفيع مبكرا، فله الفضل الكبير في ترسيخ الفن السعودي وانتشارة في المنطقة ما دعى المطربيين الخليجيين والعرب أن يشدوا بألحانه الخالدة حتى ظن البعض أن هذه الأعمال الفنية ربما تنتسب الى أوائل المطربين العرب القدامى، لكن هذه الأعمال الجميلة هي منبع حنجرة وصنع أنامل الفنان (العميد) طارق عبدالحكيم الذي طرق هذا الباب باكراً في هذا المجال الفني واحكم أصوله على أسس فنية راسخة في الوجدان والأذهان ولم تتأثر بما يسمى الثقافة الفنية الموسيقية الجديدة أو (المستنسخة) المشوهة التي تعتمد على الصناعة المزيفة والصخب المزعج والإيقاع السريع ما أدى هبوط في الذائقة الفنية للمتلقي، واصبحت الناس تسمع بارجلها وليس بأذانها وأذهانها! رحيل الفنان القدير طارق عبدالحكيم خسارة كبيرة على الساحة الفنية العربية وليس السعودية وحسب، فهو مؤسس الأغنية السعودية وممن ساهموا في تطوير وتوزيع نشيد السلام الوطني السعودي الذي لحنه الفنان المصري عبدالرحمن الخطيب، وكذلك اسس الفنان الراحل مارشات فنية عسكرية عديدة بالإضافة الى احتضانه ودعمه العديد من الأصوات الفنية السعودية والعربية، حيث ترك إرثاً موسيقياً فنيًا كبيرًا يشهد على عطائه الفني الطويل في هذا المجال. رحم الله موسيقارنا الكبير الذي رحل بصمت.