·كان له جمالية الحزن الذي أكسبه بلاغة الصمت وفصاحة البحث خلف الحلول حين سألني هو في ذهول ..عن كيف يستطيع علاج ابنه في مستشفى حكومي كبير ؟ فقلت له والله اعلم أن عليك أن تحصل على موافقة جهات رسمية بعد شرح مشكلة ابنك الصحية وسيأتيك الرد بالتأكيد بالموافقة . وهنا سألت نفسي عن سبب هذا الإجراء الذي تفرضه ادارات تلك المستشفيات مما يزيد ضغط العمل على أناس يفترض أن يتفرغوا لماهو اهم من ذلك بدلا من ضياع وقتهم الثمين وتعليق المواطن لعدة أيام وهو احوج للثانية لإنقاذ مريضه لكنه يضطر للإنتظار ريثما تأتي الموافقة مع اننا كلنا يعلم عن دولتنا وحكومتنا التي تدفع لعلاج مواطنيها مهما كانت التكلفة ومهما بعد المكان سواء في الداخل او في الخارج لكن القضية هي ليست سوى قضية فكر إداري خاطئ وإجراءات جاءت هكذا دون ان تضع في حسبانها أهمية الزمن وحجم الجهود التي تبذل من اجل إنجاز موافقة لطلب والذي أراه أنا هو ضرورة ان نختصر الحكاية كلها بتنظيم إجراءات عاجلة على ان تكون الموافقة من خلال لجنة مهمتها تقرير الحالة الراغبة في العلاج وقبولها أو رفضها بدلا من تلك البيروقراطية التي تفرضها ادارات تلك المستشفيات ،، · كثيرة هي متاعبنا مع الروتين والأنظمة وكثرة الإجراءات والشروط التي تبدو لا قيمة لها اليوم لكن مأساتنا أننا نكره التغيير كما نعادي التطوير لنبقى على حالنا مع الملفات الخضراء التي تتشابه كلها في الأسلوب وأجزم ان كل الذين عاشوا بعض تجاربهم ومآسيهم هم ما يزالون يتذكرون جيدا كل التفاصيل التي عاشوها ودفعت بهم للركض في كل الاتجاهات وهي ما تزال قائمة وغالبا ما تحضر في الضرورات الملحة وقتها تهبط المعاناة , والسؤال . هو لماذا أعيش انا كمواطن هذه المتاعب للحصول على خدمة يفترض ان تأتي بسهولة وبقرار من الاطباء المعالجين لأنهم هم وحدهم الذين يستطيعون تقرير مدى الحاجة خاصة ان الدولة لا تقصر في تقديم كل ما يعين المواطن ويخفف من معاناته ..فهل اكون منصفا ومنطقيا حين انادي بضرورة التخلص من الروتين واختصار كل الإجراءات غير الضرورية التي وضعتها تلك المستشفيات حيث بقاؤها لايخدم احدا كما أتمنى قبل ان انتهي على ضرورة ان يتنبه المشرعون لكل تبعات القرار قبل إعداده ولا مانع من الاستعانة بعلماء الإدارة للمساهمة في تطوير بعض الإجراءات القديمة بهدف وطني والوطن اثمن ...،،، · (خاتمة الهمزة) .... من ثقافة ( المزايكو) وهي عبارة عن دراسة لثقافة الفترة حيث يقول احمد محجوب (بين كوننا شكلا في العالم الحديث وكوننا جوهرا من خارجه ،تناقض يضطرنا إلى معاناة قضايا مجتمع قديم في عالم حديث ومعاناة قضايا عالم حديث في مجتمع قديم وهنا نضطر لإنتاج أدب جديد ) وذلك يعني أن علينا ان نتبني فكرا جديدا يدفعنا للأمام بدلا من الاعتماد على تلك الدورانية الرتيبة في الإجراءات البطيئة فهل نفعل ؟؟ هذه خاتمتي ودمتم !!!! · [email protected]