• ليت أستاذنا داوود الشريان يبين لنا أهم الأسباب التي دفعت به إلى عالم الإعلام المشاهد والمسموع، وبالطريقة تلك المكثفة، لدرجة أن يحاصرك داوود ويظل يلازمك في كل مكان، في الإذاعة مع داوود الشريان، وفي التلفاز مع داوود، يا لداوود هذا الذي يصر على أن يقتحم كل ما لم يكن، ويتفنن في اقتيادك معه أنى يذهب، ليس إلا لأنه يحب الناس، ويلعب على أوتار التعب، ويتقن بمهارة اختيار قضاياه وملفاته الشائكة، فمرة تجده مع الضمان، ومرة مع البريد، ومرة مع حملات الحج، ومرة مع القطاع الخاص، وأخرى مع الأحكام البديلة، وبأسلوب أنيق ينكأ الجراح المملوءة بالقيح، ليناولك من خلال أحد المستمعين حكاية مرة، وبالرغم من حبي له، فإنني أحتاجه ليبين لي سر انتقاله إلى إعلام غير الذي اعتدناه منه في كتاباته الساخرة والساخنة، وأجزم أن هناك دافعًا قويًا حوّله عن مساره الأول، وألقى به في أتون الهموم التي هي الواقع الذي نعيشه في كل مكان، فهل يهزم داوود السآمة؟! وكيف يهزم الصدى مآسينا وبيروقراطيتنا؟! قل لي كيف يا داوود؟! • ثمة أفاعٍ تكره دبيب السابلة، وثمة أمور لا تحتاج أكثر من قرار حاسم، والسؤال الملح هو: كم يلزمنا من الوقت لكي نقضي على متاعبنا مع العقول التي تفرض علينا أن نكون معها..؟! وكم نحتاج من الزمن للتغلب على كل الذين يكرهون التغيير..؟! ومن ينصفنا من نهم البطون التي لا تشبع..؟! ليظل السؤال لداوود عن سبب انتقاله المفاجئ والمثير إلى إعلام مختلف، ربما يكون الدافع ماديًا، وربما يكون معنويًا وربما يكون أكثر إيجابية، لكن أن تكون الحكاية مع داوود ومن داوود إلى داوود، ويظل الحكي حالنا، فتلك هي المصيبة التي لا تختلف كثيرًا عن معادلات الجبر المستحيلة الحلول. • خاتمة الهمزة.. يقول مارك توين.. عندما تكره المرأة رجلًا لدرجة الموت، فاعلموا أنها كانت تحبه لدرجة الموت، هذه خاتمة للحكايات التي تبدو أكثر إثارة، خاصة حين نحاول فقط بعثرة بعض الرماد، وفك الطلاسم من خلال برنامج جاد تتبعه أغنية هابطة.. هذه خاتمتي ودمتم. [email protected]