* في البداية أريدُ أن أقولَ إننا تعبنا جدًّا من كثرة ما نجد من زحام شديد، وتعبت أقدامُنا في الضغط على كوابح السيارة، وتعبت محاولاتنا الجادّة في الخروج من المآزق التي نقع فيها بعفوية، لأنه ببساطة لا علم لنا عن أن الشركات العاملة في مدينة جدة أقفلت هذا الشارع، أو ذاك، وحين نقع تكون مأساتنا ليست سوى مأساة أكبر من المأساة الأولى، والتي تشبه تلك التي عشناها في تجربة سيئة، وأبقتنا عالقين في الزحام لساعة، أو ساعتين، وما أسوأ أن تقع في زحام وأنت برفقة أسرتك، فتلتفت يمينًا وشمالاً، ومن ثم تنظر لأعلى، وإلى أسفل ولا حول لك سوى أن تصبر، ومن ثم تبحث عن بيت قريب، أو تستعين بصديق يسكن في الحي لتقضي في بيته حاجتك، لاسيما والمساجد مقفلة، لكن يظل الأمل كبيرًا في أن تنتهي جدة من مشاريعها، وتقدم للعالم من فتنتها السحر، ومن بهائها الفتنة، وهو حلمنا الجميل الذي يسير للأمام، وتركض أحصنته في كل مكان، في الشرق وفي الغرب وفي الشمال وفي الجنوب، وأعلم أن حكاية جدة هي حكاية بدأت من قديم، لتأتي المشاريع اليوم، ويأتي الفرح في هيئة إرادة تحاول جاهدة أن تسبق الزمن لتحقق للناس الحياة الآمنة، وبالرغم من متاعبنا مع الزحام الذي يحاصرنا بإخلاص، إلاّ أنني أتمنّى من الجميع الصبر على كل ما يجدونه في كل أنحاء جدة؛ لكي يأتي اليوم الذي نريده يزف العروس (جدة) للعالم، وينقلها إلى المكانة التي نتمناها لها، وهي الحب الخالد والعروس الفاتنة..!! * يا سادتي.. كلكم يعلم أن المواطن هو الوطن، وأن الوطن هو المواطن، ومن أجل ذلك قررتُ أن أكتبَ لمَن يهمّه الأمر ما يعيشه الناس مع التعب، والزحام الذي يحدث كنتيجة حتمية للعمل الجاد، لكل المشاريع؛ التي تنفذها الشركات بطريقة فعّالة، لدرجة أنها تعمل ليل نهار، وهو عمل يلمسه الجميع، لكن المعاناة أن ذلك يؤثر جدًّا على كل شيء، ويعيق الحركة داخل المدينة، والتي أصبحت كلها مناطق مقفلة، والناس هنا مطالبون بالعمل والحضور المبكر، كما أن دفاتر الدوام شهيتها مفتوحة للأبد، وأن التوقيع على أوراقها لا يكترث أبدًَا بما يجري في هذه المدينة من زحام، بل وتصر بعض الدوائر الحكومية، وغير الحكومية على استخدام (البصمة)، وتنسى الزحمة التي يستحيل أن تُمكِّن كائنًا من كان من الحضور في الزمن المحدد، وهو الفعل الذي يُعرّض المواطنات العاملات، والمواطنين العاملين للخصم من الراتب، والراتب هو رزق الأغلبية الذي يقتات منه الصغار والكبار، وهي قضية أن يدفع المواطن ثمن التطوير مرتين، مرة من تعبه مع الزحام، ومرة من راتبه بسبب عدم تمكّنه من الحضور المبكر، وكيف يحضر الناس طالما أن الشوارع التي يرتادونها مملوءة حد الجنون بالسيارات، ومسكونة بالفوضى التي يستحيل أن تمكنهم من الوصول المريح، وهو الأمر الذي لابد من أن ينتهي بحلول مريحة لكي لا تكون الحكاية مزعجة حد الألم..!! * (خاتمة الهمزة).. قليل من الصبر سيداتي سادتي، لكي تبدأ الزفة للفرح الكبير الذي ننتظر وتنتظره هذه العروس القمر، وهي خاتمتي ودمتم.