تتوجه منطقة اليورو لتبني خطة انقاذ لليونان لا سابق لحجمها في العالم بعد تصويت البرلمان اليوناني الاحد في اجواء صعبة جدا على برنامج للتقشف يطالب به الدائنون. وكان الاتحاد النقدي وضع مساء الخميس ثلاثة شروط وامهل اثينا ستة ايام لتحقيقها مقابل مساعدة حاسمة تبلغ قيمتها 130 مليار يورو، يمكن ان تتخلف بدونها اليونان عن تسديد مستحقاتها في مارس والبالغة 14,5 مليار يورو. وحققت اليونان الشرط الاول وهو موافقة البرلمان، لكن بقي شرطان اولهما العثور على فصول في ميزانية 2012 يمكن توفير 325 مليون يورو منها، وتقديم التزام خطي من المسؤولين السياسيين بدعم التحالف الحاكم بشأن خطة التقشف. ويريد الاوروبيون الحذرون من الطبقة السياسية، في الواقع التأكد من ان الوعود لن تسقط بعد الانتخابات التشريعية التي يفترض ان تجرى في ابريل كما اعلن الناطق باسم الحكومة اليوم. وقال مصدر اوروبي ان العقبتين الاخيرتين يجب ان يتم تجاوزهما بحلول الاربعاء. واضاف "بشأن ال325 مليون يورو يبدو ان الحكومة اليونان ستجد هذه الاموال عبر خفض ميزانية الدفاع وهو امر ليس سيئا". وعبر هذا المصدر عن تفاؤله في وعود الحزبين السياسيين الكبيرين اي الاشتراكي بقيادة جورج باباندريو والمحافظ الذي يتزعمه انطونيس ساماراس، بعدما انسحب حزب الشعب (لاوس) اليميني المتطرف الحكومة. وتبنى النواب اليونانيون برنامج التقشف بغالبية 199 صوتا من اصل 278 حضروا الجلسة العاجلة. وعارض الخطة 74 نائبا في البرلمان حيث تحظى الحكومة الائتلافية نظريا بتاييد 236 من 300 نائب. لكن الفوضى كانت مستعرة في شوارع العاصمة اليونانية حيث نزل قرابة 80 الف شخص الى الشوارع واشتبكوا مع الشرطة وقام بعضهم باشعال النار في نحو اربعين مبنى او متجرا في وسط العاصمة، كما اعلنت وزارة حماية المواطن في بيان. والتهمت النيران متجرا فاخرا قبل ان يتمكن رجال الاطفاء من ايجاد طريق لاخمادها بسبب الانتشار الكثيف للمتظاهرين وحيث كانت تدور مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين ملثمين. ورحبت المفوضية الاوروبية الاثنين بتصويت البرلمان مؤكدة انه "تقدم حاسم" على طريق منح البلاد قرضا بقيمة 130 مليار يورو. وقال المفوض الاوروبي للشؤون الاقتصادية اولي رين ان تصويت البرلمان "يعكس تصميم البلاد على وقف دوامة الدين وغياب القدرة التنافسية". كما عبر الناطق باسم المستشارة الالمانية انغيلا ميركل عن الموقف نفسه. وقال ان هذه الخطوة "تدل على ارادة اليونان في بدء اصلاحات صعبة". وكان لتصويت البرلمان اليوناني وقع ايجابي على اسواق المال. فقد سجل مؤشر داكس في فرانكفورت تحسنا نسبته 1,14 بالمئة في بداية جلسة اليوم بينما تحسنت بورصة باريس بنسبة 0,78 بالمئة ولندن 0,80 بالمئة. واغلقت بورصتا هونغ كونغ وطوكيو على ارتفاع نسبته 0,50 و0,58 بالمئة على التوالي. وسجل اليورو ارتفاعا امام الدولار.