مباراة الأسبوع الماضي بين كل من تشلسي ومانشستر يونايتد لم تكن واحدة من أجمل مباريات الموسم الحالي فحسب، بل كانت واحدة من المباريات الكلاسيكية في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز ككل. المباراة احتوت على كل عناصر المتعة في كرة القدم، لكن العامل الأبرز كان الإثارة العجيبة التي اكتنفت أجواء المباراة، حيث تقدم صاحب الأرض تشلسي بثلاثة أهداف نظيفة تمكن على إثرها مانشستر يونايتد من تعديل النتيجة والخروج بنقطة التعادل. العامل البارز الآخر في المباراة كان ردة فعل مانشستر يونايتد الذي كان متأخرا بثلاثة أهداف نظيفة بعد مرور خمسين دقيقة من المباراة. مانشستر يونايتد أثبت أن الروح وإرادة الفوز وشخصية البطل التي يمتلكها قادرة على تخطي الصعاب والوصول إلى المستحيل مهما كانت الظروف قاهرة. اللافت أيضًا هو تعامل المدير الفني السير ألكس فيرجسن مع ظروف المباراة التي رأى معظم المشاهدين أنها انتهت بتسجيل تشلسي هدفه الثالث. السير ألكس أخرج الجناح أشلي يونج وزج برأس الحربة هرنانديز مكانه مع توجيه لاعب المحور المخضرم رايان غيغز بشغل مركز الجناح الأيسر. في نفس الوقت قام السير ألكس بإخراج الظهير الأيمن رافاييل من الملعب وإدخال لاعب المحور بول سكولز وتوجيه الجناح الأيمن فالنسيا بالقيام بمهمتي الظهير والجناح الأيمن معًا. وهي مغامرة كبيرة أعطت هجوم ووسط الفريق دفعة قوية وزخمًا كبيرًا لكن على حساب الواجبات الدفاعية للفريق. السير ألكس راهن على أن ضغط لاعبيه لن يُمكِّن الفريق المنافس من التقاط أنفاسه ولن يترك له الفرصة في التفكير حتى في بناء الهجمات المرتدة. وهو ما حدث فعلا، حيث انشغل لاعبو تشلسي بمحاولة تأمين دفاعاتهم والذود عن مرماهم وتركوا للاعبي يونايتد الفرصة للتركيز في بناء الهجمات مما أدى إلى إدراك الشياطين الحمر التعادل قبل النهاية بخمس دقائق. النتيجة التي وصل إليها يونايتد ستمنحه حسب رأيي دفعة قوية لمواصلة مشوار الحفاظ على اللقب رغم صعوبة المهمة التي تنتظره في ظل تألق مانشستر سيتي الذي استفاد من تعادل منافسه المباشر يونايتد وانفرد بالصدارة بفارق نقطتين. وبالمقابل فإن هذه النتيجة يمكن أن تصيب لاعبي مانشستر سيتي بالذعر خصوصًا إذا تمكن يونايتد من تخطي الأسابيع الثلاثة القادمة الصعبة بنجاح، حيث سيلعب الفريق على أرضه هذا الأسبوع ضد ليفربول، ثم خارج أرضه ضد كل من نوريتش وتوتنهام. لا أعتقد أن يونايتد يمكن أن يفقد إيمانه بالفوز باللقب حتى اللحظة الأخيرة. [email protected]