لم أر السير ألكس فيرجسن يرتكب اخطاء بالجملة كتلك التي ارتكبها في مباراة فريقه الأخيرة ضد مانشستر سيتي . الخطأ الأول لفيرجسن كان إصراره على إقحام إيفنز على التشكيلة رغم ما عُرف عن اللاعب من عدم القدرة على الحفاظ على هدوء أعصابه ، ورغم جاهزية قائد الفريق فيديتش والواعد الرائع جونز . بعد طرد إيفنز في الدقيقة الأولى من الشوط الثاني بسبب إعاقته لبالوتيلي المنفرد بالمرمى من خارج المنطقة ، لم يقم السير ألكس بإجراء تغيير وأصر على اللعب بمهاجمين ، ولم يفعل اكثر من تحويل سمولينغ إلى مركز قلب الدفاع وتحويل فليتشر إلى الظهير الأيمن ليبقى أندرسن كمحور وحيد للفريق . وهو ما كشف ظهر يونايتد رغم ان الفريق ضغط وكاد أن يصل إلى تحقيق التعادل خلال الدقائق العشر التي اعقبت طرد إيفنز . بعد ذلك أخرج السير ألكس أندرسن وناني ليحل محلهما كل من جونز الذي لعب كظهير أيمن ليعود فليتشر إلى مركزه كمحور ولكن وحيدا وبدون مساندة هذه المرة ، بينما عاد روني للوراء قليلا مفسحا المجال امام هيرنانديز لينضم إلى رأس الحربة ويلبك والجناح الأيسر أشلي يونغ . ولأن العمليات الدفاعية تبدأ كما هو معروف من خط المنتصف وليس من خط الدفاع ، ولأن أي فريق لا يمكنه اللعب بمحور واحد فقط خصوصا إذا ما كان يواجه فريقا قويا يتسم بالسرعة والانسجام ، فقد انكشف ظهر يونايتد وتلقى على أرضه أبشع هزيمة عرفها الفريق منذ حوالي عقد ونصف العقد من الزمان . بالمقابل فقد قرأ مانشيني المباراة بشكل جيد حتى قبل انطلاقتها ، فلم يشرك سمير نصري رغم انه احد مفاتيح اللعب لديه وعوضه بجيمس ميلنر لأنه أقدر على اداء مهمات المساندة الدفاعية بما لا يمكن مقارنته مع نصري . كما قام مانشيني بإشراك بالوتيلي بدلا من جيكو ، نظرا لقدرة بالوتيلي على اللعب كرأس حربة مساند وقادر على خلق المساحات بما يمتلكه من سرعة ومهارة . وقد أثمر ذلك عن تسجيل الهدفين الأول والثاني عن طريق بالوتيلي نفسه الذي نجح في ان يكون بعيدا عن رقابة متوسطي دفاع يونايتد طوال الوقت . لقد قدم مانشستر سيتي عرضا مذهلا ، وقد اظهر روبرتو مانشيني حنكة عظيمة كما أظهر لاعبوه نضجا تكتيكيا كبيرا وتمكنوا من إغلاق المساحات أمام يونايتد عن طريق ثلاثي خط الوسط ، باري وتوري وميلنر ، الذين ساهموا بدورهم في الشق الهجومي إلى جانب اللاعب الاستراتيجي في الفريق ، ديفيد سيلفا . لقد كانت مباراة تاريخية يصعب تكرارها . [email protected]