فيرجسن .. الأسطورة طوال حياتي كمتابع لما يدور في أروقة الكرة العالمية ، لم أشاهد مديرا فنيا يمتلك قدرات مثل تلك التي يمتلكها المدير الفني العبقري لنادي مانشستر يونايتد السير ألكس فيرجسن . بعيدا عن لغة الأرقام ومدلولاتها ، فإن أسلوب فيرجسن في الإدارة الفنية يمنحك أكثر من سبب لتقول عن الرجل أنه أعظم عقلية ظهرت في عالم كرة القدم . على الصعيد الاستراتيجي فإن السير ألكس فيرجسن ، هو المدير الفني الوحيد القادر على تنويع الرسم التكتيكي بما يتناسب مع ظروف كل مباراة ، وبما يضمن إحداث المفاجأة للمنافس في نفس الوقت . صحيح أن بعض المدراء الفنيين الذين يمتلكون خبرة واسعة وقدرات متميزة قادرون على صناعة أكثر من رسم تكتيكي ، لكن الأمر بالنسبة لفيرجسن يظل مختلفا إذ يستطيع هذا الرجل أن يبتكر ما لا يقل عن 4 أساليب أو رسوم تكتيكية في الموسم الواحد . إنه يلعب مرة بثلاثة محاور وجناحين ومهاجم واحد ، ويلعب مرات بمحورين وجناحين ومهاجمين ، ويلعب ثالثة بثلاثة محاور وجناح واحد ومهاجمين ، ويلعب أحيانا بثلاثة لاعبي وسط صريحين مع ثلاثة مهاجمين . وهو ما لا يمكن لمدير فني أن يقوم به إلا إذا استطاع أن يطور من أداء لاعبيه التكتيكي بحيث يستطيع اللاعب القيام بعدة أدوار واللعب ضمن عدة مراكز . وهو أمر ملفت بكل المقاييس . السير ألكس فيرجسن هو المدير الفني الوحيد في العالم الذي لا تستطيع أن تتنبأ بالرسم التكتيكي الذي سيعتمده وبالذات في المباريات المهمة . والأهم أنه المدير الفني الوحيد الذي لا تستطيع أن تتوقع التشكيلة التي سيدخل بها مباريات الحسم . وهذان العاملان كفيلان بإرباك حسابات أي منافس مهما بلغت قوته . تعامل السير ألكس فيرجسن مع لاعبيه الشبان هو أحد الأمور التي تلفت النظر أيضا . فيرجسن يؤمن بالشباب كثيرا ، لكن لا يجازف بإشراكهم كأساسيين طوال مباريات الموسم خشية من أن يؤدي ذلك إلى إحراقهم وإعاقة نموهم وتطورهم . لقد فعل فيرجسن هذا الأمر مع غيغز عندما كان في السابعة عشرة ، وكذلك مع كريستيانو رونالدو وديفيد بيكام وأندرسن في نفس السن ، والآن ها هو يفعل الشيء ذاته مع البرازيلي الواعد رافاييل الذي يشغل مركز الظهير الأيمن بالتناوب مع صاحب الخبرة جون أوشيي . عمل فيرجسن على كل الأصعدة ، يحتاج إلى دراسات وبحوث عميقة .