من بين جميع مباريات مرحلة الذهاب بدور ربع النهائي لدور الأبطال ، برزت مباراة شلسي ومانشستر يونايتد باعتبارها المباراة الوحيدة التي شهدت تنافسا حقيقيا حتى آخر دقيقة ، وسجلت نتيجة تركت الباب مواربا أمام جميع الاحتمالات في مباراة الإياب . صحيح أن فريق توتنهام خسر بنتيجة ثقيلة قوامها 4 أهداف نظيفة ، إلا أن الظروف القاسية التي تعرض لها الفريق وعلى رأسها طرد رأس حربته بيتر كراوتش في ربع الساعة الأول من الشوط الأول ، كان لها الأثر الأكبر في تحول مسار المباراة التي كان من المؤكد أنها ستنتهي إلى نتيجة مغايرة تماما للنتيجة التي انتهت بها . وفي المباراة التنافسية الوحيدة التي شهدتها هذه المرحلة ، دخل فيرجسن المباراة وفي ذهنه إغلاق مناطقه الخلفية أولا ثم تسجيل فوز يريح لاعبيه في مباراة الإياب . وهو ما وصل إليه السير ألكس من خلال رسم تكتيكي اعتمد فيه على لاعبي وسط صريحين هما كاريك وغيغز ، مع إشراك الكوري بارك ليقوم بمساندة المهاجمين من الناحية اليسرى ، وليدعم في نفس الوقت محوري اللعب . ولعل المثير للدهشة هو قدرة السير ألكس على إعداد كل من غيغز وبارك ليتبادلا المراكز ، وهو ما تسبب في الهدف الوحيد الذي جاء نتيجة لتوغل من غيغز على الناحية اليسرى انتهى بكرة عرضية عالجها لاعب المباراة الأول وين روني من لمسة واحدة داخل المرمى . إن أي مراقب لم يكن يتوقع الزج بغيغز في مركز المحور خلال مباراة بهذه الأهمية وبالذات في ظل جاهزية كل من أندرسن وسكولز . لكن فيرجسن كان يبحث عن المفاجأة وخلط أوراق المنافس ، وهو ما حدث بالفعل عندما اعتمد على الثنائي غيغز وبارك ، لتفعيل الانطلاقات السريعة من الناحية اليسرى ، ولسرعة الارتداد والدعم للخطوط الخلفية أثناء الحاجة إلى ذلك . أما المدير الفني لتشلسي كارلو أنتشيلوتي فقد فشل تماما في التعامل مع المباراة خصوصا بعد أن كان متأخرا في الشوط الثاني . لقد كان الأولى بأنتشيلوتي بعد أن تيقن من عدم قدرة خط وسطه على مجاراة وسط مانشستر ، أن يسحب الروسي جيركوف ويشرك المهاجم كالو مكانه نظرا لما يمتلكه الأخير من سرعة ومهارة تجعله قادرا على تفعيل صناعة اللعب في الثلث الأخير من الملعب . ويبقى إصرار أنتشيلوتي على إبقاء توريس وسحب دروغبا ، هو الخطأ الذي لا يقل تأثيرا عن الخطأ الأول . مرة أخرى يثبت السير ألكس أن معظم أوراق اللعبة ما زالت بيده .