تراجعت حالة البناء ومشاريع الانشاء في بعض مخططات مكةالمكرمة بعد تجدد أزمة وشح الأسمنت للأسبوع الثاني على التوالي، وغاب الأسمنت من مواقع البيع وظهرت باحات بيع الأسمنت في جميع أحياء مكة خالية من المعروض، في الوقت الذي ازداد فيه الطلب، وحاول فرع وزارة التجارة معالجة الوضع لكن طلباته المرفوعة لشركة أسمنت رابغ وينبع لم تجد القبول في الوقت الذي تجاوبت شركة أسمنت الجنوب بإرسال 5 ناقلات تحمل 3000 كيس كل يومين تباع تحت إشراف لجنة من فرع وزارة التجارة بمكةالمكرمة بسعر 16.5 ريال للكيس. وفي الوقت الذي تحاول فيه «التجارة» سد حاجة مكةالمكرمة من الاسمنت، كشف مصدر مسؤول بالوزارة ان الاحتياج الفعلي لمكة يقدر ب 60 الف كيس، إلا ان المتوفر فقط هو 3 آلاف كيس يتم توزيعها على المواطنين بواقع 50 كيسا لكل صاحب تصريح بناء. وفي جدة بدات ازمة الأسمنت في الانفراج، إذ ارتفعت حصة المواطن اليومية من 25 إلي 30 كيسا، ولكن بسعر 16 ريالا بدلا من 15. وتواجدت لجنة مكونة من أربعة موظفين بإشراف ميداني من مدراء فرع وزارة التجارة عبدالرحمن فلمبان الذي تواجد في الموقع لضمان توزيع الأسمنت بالتساوي وهو 50 كيسا لكل صاحب عمارة بعد إبراز تصريح البناء ساري المفعول. وكشفت جولة «المدينة» صباح أمس علي عدد من مواقع بيع الأسمنت علي الطريق الدائري والمحمدية والرصيفة والشوقية ومخططات ولي العهد غياب الأسمنت والعمالة التي تتداول البيع في السوق السوداء بسبب عدم وصول شاحنات الأسمنت لمكةالمكرمة وسرت شائعات وبجود دوريات أمينة سرية لضبط أي شاحنة تحمل كميات من الأسمنت دون تحديد وجهتها، واتضحت قدرة التنظيم على توفيرالأسمنت في حال ضخه بكميات كبيرة ووجود رقابة ميدانية، موقع توزيع الأسمنت بمخطط المحمديةجنوبمكة توافد عشرات المواطنين الراغبين في الحصول علي حصتهم واضطر بعضهم إلى الاستنجاد بتصاريح بناء لأصدقائهم وأقربائهم للحصول علي حصتهم المقدرة ب 50 كيسا لكل تصريح واحد وقال المواطن محمد يوسف: أن مكةالمكرمة تعيش هذه الأيام أزمة حقيقية للأسمنت وهي مفتعلة نتيجة غياب الرقابة -حسب قوله. وطالب المواطن زاهد وزنة بدور فاعل لوزارة التجارة وعدم الاكتفاء بالتصريحات التي لايمكن أن تضبط المخالفات فقبل أيام وصل سعر الأسمنت إلى 23 ريالًا وهو ارتفاع مبالغ فيه وغير مبرر إلى جانب أن المعروض لا يظهر للعيان ومحجوز في أحواش بعيدة عن أعين الناس والرقابة. من جانبه اعترف مدير إدارة حماية المستهلك بفرع وزارة التجارة بمكةالمكرمة السابق عبدالرحمن عبدالكريم بخاري، بوجود فجوة بين المصانع ووزارة التجارة، لافتًا إلى أن الرقم الموحد للشكاوى غير فاعل وهو يستقبل الاتصال لكن لا نرى شيئًا علي أرض الواقع. وقال بخارى: إن دور الوزارة يحتاج تفعيل لضبط أسعار السوق لقلة الرقابة وعدم توفر الموظفين والمراقبين الذين يقومون بدورهم في متابعة سماسرة بيع الأسمنت على مدار اليوم خاصة في الفترة المسائية التي يكثر فيهاسماسرة الأسمنت.اما في جدة فقد تجاوب مندوب وزارة التجارة مع مطالب المواطنين بزيادة حصتهم من الأسمنت, وبالفعل تم زيادة حصة الشخص لتصبح 30 كيسا بدلا من 25, ولكن المفاجأة زيادة السعر ليصبح ب 16 ريالا بدلا من 15. سلطان العتيبي «رجل مسن» يقول منذُ الصباح الباكر اتواجد في ساحة البيع المخصصة لتوزيع الأسمنت بهدف الحصول علي كميات كافية لاتمام بناء منزلي, ولكن نصطف على أمل قدوم شاحنات ومن بعدها قد تستطيع الحصول على أسمنت وربما لاتحصل نهائيًا. سالم الفلاحي وعلي الغامدي وعمرالقرني يؤكدون ان اسباب الزحام في ساحات توزيع الأسمنت تعود لتحديد الكمية من قبل الجهات المختصة, فلو تم اعطاء الأشخاص حرية في اختيار الأعداد التي يرغبونها لما شاهدنا تكدسا وازدحاما، واضافوا: هناك محاولات لحل مشكلة تحديد الكمية من زيادة حصة كل شخص بدلًا من 25 الى 30 كيسا, ولكن المشكلة انه مع هذه الزيادة وصل سعر البيع إلى 16 ريالا للكيس بدلًا من 15. الحصة محدودة والطلب مرتفع أكد مسؤول بفرع التجارة بمكةالمكرمة حاجة مكةالمكرمة ل 100 شاحنة ما يقارب 60 ألف كيس مطالبًا المصانع بالتجاوب مع حاجة الناس في مكةالمكرمة التي تشهد مشاريع إعمار عملاقة، وقال المصدر»للمدينة» أنهم خاطبو مصانع الأسمنت في محافظتي رابغ وينبع لإرسال كميات من الأسمنت لكن لم يجدوا التجاوب من هذه المصانع بل تجاوب معه مصنع المنطقة الجنوبية ووفر لهم 3000 كيس يتم توزيعه علي مواطنين بواقع 50 كيسا لكل مواطن بعد إبراز تصريح البناء.