لم يعد مهرجان الجنادرية مجرد موسم لعرض التراث والفلكلور الشعبي السعودي، فلئن كان ذلك قد تحقق للمهرجان في دوراته الأولى، فإن التطور المستمر لهذا المهرجان اقتضى طرح العديد من القضايا المحلية والعربية والعالمية في سياق برنامجه الثقافي، بما أكسب هذا المهرجان صفة العالمية، من خلال هذه المحاور المطروحة والمشاركين فيه من مختلف أقطار العالم.. وعلى ذات السياق يجئ البرنامج الثقافي لهذا العام متناولا العديد من القضايا التي تؤرق وتهم المحيط العربي والعالمي، ولعل أبرزها المتغيرات التي تشهدها الساحة العربية، فقد جاء هذا المحور في فاتحة الفعاليات، مطروحًا تحت عنوان «المثقف العربي والمتغيرات السياسية» ليدور النقاش حوله من زاوية «جدلية العلاقة بين السلطة والمثقف في العالم العربي»، و»المثقف العربي والمتغيرات»، كما تناقش الجلسات أيضًا العلاقات السعودية الكورية وآفاق المستقبل، كما تطرح على طاول النقاش «رؤية خادم الحرمين الشريفين في الإصلاح المالي والإداري ومحاربة الفساد»، أما محور «العرب والقوى الإقليمية»، فيناقش «العرب وإيران» من زوايا «محددات العلاقة ومستقبلها»، و»فرص الشراكة والتعاون».. كما يتناول ذات المحور «العرب وتركيا» من زاوية «الأمن الإقليمي»، و»العلاقات السياسية والاقتصادية»، ويمتد المحور ليناقش «العرب وإفريقيا» من حيث «الوجود الإسرائيلي»، و»العمق الإستراتيجي»، أما محور «قضايا المجتمع السعودي»، فيطرح قضيتين للنقاش تتمثلان في «المرأة وإشكالية المشاركة الوطنية الفاعلة»، و»الشباب.. طموحات وتطلعات ومعوقات». آخر المحاور أفرد لمناقشة «الإعلام التفاعلي والشباب والمتغيرات» باحثًا في موضوع «الجيل والإعلام التفاعلي والمجتمع»، وعضدًا هذه المناقشة بورشة عمل حول «الإعلام التفاعلي والشباب والمتغيرات».. هذه المحاور المتعددة قابلتها الساحة بالتفاعل والقراءة الاستباقية لجدواها ومدى تلاؤمها مع الواقع الذي يعيشه المجتمع السعودي والعربي في الوقت الراهن، حيث أبدى عدد من المثقفين رؤيتهم حول هذه المحاور المطروحة في سياق هذه الآراء..