تنطلق في التاسعة من صباح اليوم الثلاثاء بمدينة أبها جلسات اللقاء الوطني الخامس للحوار الفكري تحت عنوان: «نحن والآخر: رؤية وطنية مشتركة للتعامل مع الثقافات العالمية».. يشارك في هذا اللقاء أكثر من 70 مشاركاً ومشاركة من مختلف الأوساط العلمية والثقافية والإعلامية بغية تحديد رؤية موحدة أو متقاربة للتعامل مع الآخر.. وذلك من خلال مقاربة واستجلاء أربعة محاور تتمثل في التالي: الأول: المنطلقات الإسلامية في التعامل مع الآخر، حيث يتم في هذا المحور مناقشة القضايا التي تنبني عليها العلاقة مع الآخر في إطار الأصول والقواعد الشرعية المتعلّقة بالمواثيق والوفاء بالعهود والولاء والبراء والجهاد والعدل والمساواة والإحسان واحترام الآخر والمجادلة بالتي هي أحسن. الثاني: رؤية الآخر لنا وكيفية التعامل معها، ويسعى هذا المحور إلى توضيح رؤى وتصورات الآخرين تجاهنا، وكيفية التعامل معها وإيجابيات وسلبيات التعامل مع الآخر، من خلال تناول موضوعات تلامس الواقع. الثالث: دور مؤسسات المجتمع في بناء العلاقة مع الآخر في المجالات الدينية والتربوية والثقافية والإعلامية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والسياحية المختلفة، واقتراح الأساليب والوسائل العلمية التي تسهم في التواصل الإيجابي مع الآخر. الرابع: صياغة رؤية وطنية للتعامل مع الآخر، ويخصص هذا المحور لعرض نتائج اللقاء وصياغة رؤية وطنية تتضمن مختلف جوانب العلاقة مع الآخر. وفي هذا السياق صرح رئيس اللقاء الوطني معالي الشيخ صالح الحصين بأن هذا اللقاء الوطني يسعى بجلاء لتكوين رؤية وطنية حيال التعامل مع الثقافات المختلفة التي تتجلى في عالمنا المعاصر، وأوضح معاليه أن هذه المشاركة الكبيرة من لدن المثقفين والكتّاب والعلماء والباحثين إنما تدل على قوة الوعي الوطني وحرص المواطنين وحرص أبناء المجتمع على تقديم رؤية موحدة تجاه الآخر في هذه اللحظات التي تواجه فيه ثقافتنا العديد من الأسئلة. ولفت معاليه إلى أن مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني يلقى كل الدعم من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله -، ومن القيادة الحكيمة .. وأوضح أن هذا اللقاء يجيء بعد نهاية القمة الإسلامية المباركة التي عقدت الأسبوع الماضي بمكة المكرمة وصدر عنها ما يفيد بضرورة الحوار والتفاعل والوحدة لبناء ثقافة إسلامية تنبذ العنف والتعصب والغلو، وتدعو للتسامح والوسطية. ومن جانبه عبَّر أمين عام مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني معالي الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر عن سعادته بعقد هذا اللقاء الخامس الذي تلتقي فيه كوكبة من أبناء الوطن وبناته لمناقشة قضية هي من الأهمية بمكان في عصرنا الراهن، وقال ابن معمر: إن هذا اللقاء يأتي ليلبي حاجة ثقافية ومعرفية تحتاج فيه بلادنا إلى تحديد الموقف الفكري والمعرفي والمجتمعي في التعامل مع الآخر.. هذا الآخر المتنوع الثقافات، الحافل بالرؤى والأفكار التي قد تتفق أو تتباين مع ثقافتنا وهويتنا الإسلامية والعربية. وأوضح معالي الأستاذ فيصل بن معمر أن هذا اللقاء يأتي أيضاً تتويجاً للقاءات التحضيرية التي عقدت بمختلف مناطق المملكة، وتم فيها نقاش محاور هذا اللقاء، والتوصل إلى جملة من التصورات التي ستكون مطروحة أيضاً في محاور هذا اللقاء كنقاط بحث، ومناقشة ومداخلة من قبل المشاركين والمشاركات. وبيَّن معاليه أن هذا اللقاء الخامس يتضمن 12 جلسة تعقد على مدار الأيام الثلاثة للقاء في فترتين صباحية ومسائية، وسوف تخصص الجلستين الأخيرتين لعرض نتائج اللقاء وصياغة بيان يبين الرؤية الوطنية للعلاقة مع الآخر.