1- قبل أيام هاتفتني سيدة فاضلة تثني على زوجها وكرمه وأدبه الجم وحسن معاملته إلا أنه قام في الآونة الأخيرة بتغيير اسمها لأنه لم يعجبه منذ البداية وانتظر حتى وجد الوقت المناسب لتغييره، ولهذا الأمر قصة وهو إن أباها كان يعشق قراءة الروايات الأدبية وفيها أسماء مثل: ناريمان، كميليا، نيفين وما إلى ذلك، فكلما جاءته بنت سمى بأحد هذه الأسماء أو المماثلة لها إعجاباً منه لدور الفتاة في تلك الرواية، فما حدث أن الزوج في الواقع لم يقدم على التغيير إلا بموافقة الزوجة وما حصل إنها ندمت فيما بعد ولم تستحسن اسمها الجديد وذكرتها بالقصة التالية: جاء رجل يشتكي للخليفة عمر بن الخطاب من ابنه الذي يؤذيه، فاستدعى الخليفة الابن ونهاه عما يفعل في والده وذكره بحقوق الوالدين، فأجاب الابن هذا ما كان من حقوق الوالدين أوليس للأبناء حقوق على والديهم، فقال عمر من حق الأبناء أن يختار الأب من الأناس الأم الصالحة حتى لا يتأثر الأبناء بعدم صلاح الأم، الأمر الآخر أن يحسن الأب اختيار الاسم المناسب للأبناء وأن يعلمهم، فرد الابن للخليفة وقال إن والدي لم يتزوج الإمرأة الصالحة وأصبحت الآن ابنها ولم يحسن اختيار اسمي ولم يعلمني، فلام الخليفة الوالد على فعله ونصح الابن ما يلزم. 2- طلبت السيدة فاطمة الزهراء من الصديق خليفة رسول الله ميراث والدها فقالت له: إذا مات أحد فمن يرثه، فقال أبناؤه، فقالت ما لي لا أرث أبي مما تركه، فاستدل الصديق بما قاله رسول الله فيما معناه (نحن معشر الأنبياء لا نورث، وما تركناه فهو صدقة) واستدلت هي أيضاً بآية وقالت ما ورد في الآية الشريفة (وورث سليمان داوود) فقال الصديق لم يكن الإرث في المال وإنما المراد بالآية إرث النبوة والحكمة والعلم، فرضيت بما قاله الخليفة. 3- كتب أحدهم قصة حدثت في السويد عام 1973م حيث هاجم بعض المسلحين أكبر بنك في ستوكهولم واحتجزوا بعض الموظفين كرهائن، حاولت الشرطة التفاوض مع المختطفين ووصلت إلى طريق مسدود، نفذت الشرطة هجوماً مفاجئاً ونجحت في تحرير الرهائن، وهنا حدثت المفاجأة: فبدلاً من مساعدة الشرطة في مهمتها راح بعض المخطوفين يقاومون محاولة تحريرهم، هذا التصرف الغريب استوقف العالم النفسي بيجرو فأجرى دراسة معمقة وخرج بنظرية جديدة عرفت فيما بعد ب «مرض ستوكهولم» والنظرية تؤكد أن نسبة 23% من الناس عندما يتعرضون إلى الخطف أو القمع أو الاعتداء الجسدي فبدلاً من أن يدافعوا عن كرامتهم فإنهم يتعاطفون مع المعتدي ويسعون إلى الإذعان له، ويقول الكاتب أن ما يصيب الأفراد يمكن أن يصيب الجماعات والشعوب مستشهداً بذلك تبرير المحبطين والمتخاذلين والمتعاطفين للأنظمة التي شهدت الثورات في الآونة الأخيرة، إنه أمر يستحق بالفعل التأمل فيه.