شكرًا للكاتب الأستاذ عيسى علوي القصير على موضوعه الشيق الرائع الذي نشر في «الأربعاء» الماضي حول السينما في المملكة العربية السعودية، فما كتبه الأستاذ عيسى هو توثيق مهم لمراحل مهمة من اهتمامات المملكة بالثقافة والفن والأدب منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز يرحمه الله. وفي رأيي أن موضوع السينما ما زال (يقلق) بعض فئات المجتمع، وهذا القلق نابع من اسم «السينما» فقط، فهذا الاسم يصيبهم برعب ويجعلهم يعيشون في أوهام ويتخيلون أمورًا غريبة لا يفكر فيها غيرهم، وقد كان المجتمع السعودي قبل عشرين وثلاثين وأربعين عامًا يعيش بعيدًا عن هذه الأفكار الغريبة، وكانت السينما تتواجد في محلات كثيرة، وأدواتها وشرائطها (ومكراتها) تباع ومنتشرة في كل مكان، ولم يكن هناك أي وجود لهذا (القلق) الذي يعيشه البعض اليوم. وأعود لمقال الأستاذ عيسى القصير وما ذكره وسرده من معلومات ووقائع مهمة، فقد اشار في موضوعه إلى أن السينما أو «الشاشة المرئية» بدأ ظهورها مع بداية النهضة المباركة في عهد الملك عبدالعزيز فقد انتشرت السينما في بعض المدن الرئيسية ومنها الرياض ومكة المكرمةوجدة والمدينة المنورة والمنطقة الشرقية والطائف، ومن ضمن ما قاله الأستاذ عيسى: «تم عرض الأفلام السينمائية الثقافية والتاريخية في بعض مدن المملكة وكانت دور السينما تعرض الأفلام بجميع أنواعها الفنية إلى عهد الملك فيصل في أواخر عام 1396ه». إذن هذا توثيق لوجود السينما في المملكة منذ بدايات تأسيسها، وأعود وأكرر أن موضوع السينما (يقلق) بعض الفئات لأن هذه الفئات تنظر إليه من منظورها الخاص بها وليس من منظور واقعي منطقي، وتنظر إليه بنظرة أحادية مليئة بالأوهام والمعتقدات ومن منطق: «كل يرى الناس بعين طبعه».. وللأسف، فليتهم ينظرون إلى هذا الموضوع من نواحٍ إيجابية كثيرة مفيدة بدلًا من هذا التقوقع في أفكار لا فائدة منها. أكرر شكري للأستاذ عيسى القصير على موضوعه الرائع وأتمنى منه المزيد حول هذا الموضوع لكي نكرّس الحقائق الثابتة ولا ندع مجالًا للأفكار الغربية وأيضًا لكي ننصف الفن الهادف ورسالته التي من شأنها أن تفيد المجتمع. * * * بعص الفنانين والفنانات الذين نشاهدهم في بعض البرامج الفضائية (التجارية) والذين يقومون بالتحكيم لبرامج الهواة، في رأيي هم أول من يحتاجون إلى لجنة تحكم على أعمالهم وتصرفاتهم! وهذه النوعية من البرامج لا أحرص إطلاقًا على مشاهدتها، ولكني أسمع تعليقات من زملاء وأصدقاء، تعليقات كلها سخرية، فهناك برنامج تشارك فيه مغنية هي أول من تحتاج إلى لجنة تحكيم فني وذوقي وأخلاقي! فلا هي بتلك المغنية التي تصل إلى مرحلة التحكيم.. ولا هي بتلك التي يؤخذ بفكرها أو رأيها لأنها آخر من يعرف يتكلم، فما بالكم بأن تحكّم!! وبعض الهواة يغنون أغنيات قديمة من التراث العربي القديم التي أشك جدًا في أن تكون أمثال تلك المغنية ومن معها يعرفون هذه الأغنيات لأنها لا من لونها ولا من مستواها ولو بقيت تغني 100 سنة فلن تعرف كيف تؤدي هذا النوع من التراث، وربما استعان بها البرنامج المذكور لكي يضيف بعض الضحك على المتسابقين والمشاهدين. هذه برامج ترفيهية لا تمت للفن والطرب الحقيقي بأي صلة، والمواهب الذين يشاركون فيها هم من الذين يحلمون بفرصة ولو كان يحكمهم شعبان عبدالرحيم، أو تلك المغنية التي تتشابه كثيرًا مع شعبان في صفات كثيرة تجمعهما! وهناك برنامج آخر.. للأسف يشارك به فناننا العزيز ناصر القصبي (بديلًا) لآخر كان في البرنامج ويظهر تم طرده -كما كان متوقعًا-، فالقصبي أكبر من هذه البرامج التمثيلية الترفيهية التي تصل إلى أحيان كثيرة ل «الهزلية» السخيفة! يا تجار «الفضائيات» امنحوا المواهب الشابة دعمًا حقيقيًا من خلال من يستطيع أن يقدم لهم النصيحة الهادفة والنقد الموضوعي المكتسب من خبرة ودراسة وليس عن طريق حفلات الزواجات وخزعبلات الطقاقات! * * * إحساس علّقت نظرات عيني في العيون المستحية علّمتني فهّمتني معنى كلمة جاذبية يا عينية (اسمع حياتي لا تسئ الظن فيّ)