يقول المثل: «لا دخان من غير نار» وهذا ينطبق على ما حصل في مهرجان الفرق المسرحية الأهلية، فهناك انتقادات وهناك سلبيات ما كان ينبغي لها أن تكون لو تم التعامل مع بعض الأمور منذ البداية بشكل أفضل، خاصةً وأن المهرجان يحمل فكرة جميلة وجديدة وهو الأول من نوعه على مستوى المسرح السعودي، واعتقد في رأيي أن غالبية الانتقادات التي وُجهت للمهرجان كانت في مكانها. لم يكن أبدًا اختيار الأخت أمل الحسين لرئاسة لجنة تحكيم المهرجان قرارًا صائبًا مع تقديري الشديد لها، واختيار الفرق المسرحية غير موفق وأنا أشعر أن هناك مجاملات حدثت، وأما ما قاله عضو لجنة التحكيم عن التدخلات (كما ذكر في كلامه المنشور اليوم في صفحة 24) فهذا موضوع خطير جدًا لا ينبغي أبدًا السكوت عليه. كان بإمكان جمعية المسرحيين السعوديين تحقيق بداية رائعة جدًا لها من خلال هذا المهرجان لو عرف القائمون عليها كيف يتعاملون مع فعاليات وأحداث المهرجان بشكل منظم ومدروس بعيدًا عن المجاملات وتكرار الأسماء التي مللنا بها ومن وجودها في كل مناسبة مسرحية، وكان من المفترض والواجب على جمعية المسرحيين أن تمد يدها لجميع المسرحيين السعوديين وأن تفتح صفحة جديدة مع جميع المسرحيين ليكون لهم تواجد فاعل في المهرجان، ولكن للأسف فقد تجاهلت الجمعية اسماء كثيرة، وصحيح أن المهرجان حقق نجاحًا لا بأس به -كأول مرة- ولكن كان يمكن أن يحقق نجاحات أكبر لو تواصل مع الجميع، وصحيح أن هناك اسماء مسرحية قد نختلف معها في بعض الأفكار أو النقاط، ولكن لا يمكن أن نتجاهلهم أو نغيّبهم، وكان وجودهم ضروريًا في مهرجان مثل هذا. إنني أعتب على جمعية المسرحيين من دافع إيماني التام بأن مهرجان الفرق المسرحية الأهلية الأول هو فكرة أكثر من رائعة، ولكن للأسف تنفيذها لم يكن بالشكل المأمول، وكان يمكن أن نتفادى كل السلبيات أو معظمها لو عرفنا كيف نستغل هذه المناسبة الاستغلال الأمثل.. وأكرر.. مسرحنا المحلي بحاجة إلى تكاتف الجميع، فمهما اختلفنا في الأفكار يجب أن لا نختلف في الهدف الأساسي، وقد كنا نأمل من المهرجان أن يحقق أهدافه بالكامل، وأن يجمع شمل كافة المسرحيين ويكون مناسبة سنوية تجمع أهل المسرح السعودي تحت مظلته.. نتناقش.. نتحاور.. نتبادل وجهات النظر.. نتلاقى بنفوس طيّبة.. نتعارف على بعضنا بشكل أقرب.. نكتشف أفكارنا المسرحية وتطلعاتنا وآمالنا.. ولكن هذا لم يحصل رغم أنه كان من الممكن أن يحصل لو عرفنا كيف نستغل هذه المناسبة الجميلة في تكريس واقع ومفهوم جديد من التحاور والتناقش.. وفي تصفية النفوس وجمع القلوب على هدف واحد هو: المسرح السعودي. * * * في قناتنا الثقافية السعودية شاهدت قبل أسابيع قليلة لقاء جميلا مع الفنان المخضرم حمدي سعد تحدث فيه حول الكثير من الموضوعات الفنية وعن مشواره ومسيرته وعن غيابه، وحمدي سعد من الأسماء المميزة في ساحة الأغنية السعودية، وكان هذا اللقاء فرصة لإعادته للساحة والإعلام، وكان الأجمل في اللقاء مداخلة هاتفية مع موسيقارنا الكبير الأستاذ جميل محمود والذي أثرى البرنامج بأسلوبه الرائع، وشهدت ختام اهداء مفاجأة من الفنان حمدي سعد عندما قدم أغنية الراحل الكبير طلال مدّاح (كلام البارحة أتغيّر.. وصار اليوم شي تاني)، وهي من الروائع الطلالية من ألحانه وكلمات الراحل الأستاذ صالح جلال -يرحمهما الله-. تحية للفنان حمدي سعد على هذه الهدية وعلى لقاءه الجميل. أيضًا قبل أيام قدم الإعلامي المتميز سمير حبيب بخش في إذاعة البرنامج الثاني بجدة برنامجًا خاصًا عن مؤسّس الأغنية السعودية طلال مدّاح.. كان برنامجًا رائعًا كعادة برامج الزميل بخش.. والراحل الكبير يبقى علامة فارقة في الإعلام لأنه فنان سكن القلوب. أيضًا يستعد سمير بخش لمفاجآت إذاعية سيقدمها خلال الفترة المقبلة ستكون حديث الوسطين الفني والإعلامي. إحساس يقولوا كتير كتير الناس ليالي البعد غلاّبة وأنا خايف بلاد الناس تنسّي قلبك أحبابه وتسأل كيف أحوالي أمانة يا هوى بالي