ملتقى الصحة العالمي يختتم النسخة السابعة بإطلاقات تجاوزت 50 مليار ريال    الأمريكيون حائرون    الاتفاق يحقق ثاني انتصاراته في دوري أبطال الخليج    ولي العهد يبحث مع رئيس وزراء اليابان العلاقات الثنائية والأحداث الإقليمية    "فيفا" يكشف عن قواعد بطولة كأس العالم للأندية 2025    في قلب السويدي.. ثقافات تلتقي وتناغم يحتفي بالجميع    مستشفى الملك خالد بالخرج ينقذ حياة مواطنة بحالة حرجة عبر مسار الإصابات    إسلام 11 شخصًا في وقت واحد من الجالية الفلبينية بالخبر في جمعية هداية    أمير منطقة تبوك يستقبل القنصل المصري    12 تخصصاً عصبياً يناقشه نخبة من العلماء والمتخصصين بالخبر    الاتفاق يعبر القادسية    الموافقة على الإطار العام الوطني والمبادئ التوجيهية للاستثمار الخارجي المباشر    وزير السياحة يفتتح "أرض السعودية" في سوق السفر العالمي بلندن    ارتفاع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة إلى 43391 شهيداً    أمانة منطقة الرياض راعيا رسميا لملتقى بيبان 24    فيصل بن عياف يلقي كلمة المملكة في الجلسة الوزارية بالمنتدى الحضري العالمي بالقاهرة    أبرز 50 موقعًا أثريًا وتاريخيًا بخريطة "إنها طيبة"    نائب أمير الرياض يؤدي صلاة الميت على والدة الأميرة مضاوي بنت تركي بن سعود الكبير    محافظ الطائف يناقش مع الجهات الحكومية الجوانب التنمويّة    المملكة تختتم مشاركتها في الدورة الوزارية للتعاون الاقتصادي والتجاري "الكومسيك"    "سلمان للإغاثة" يجري 54 عملية جراحية في طرسوس بتركيا    خسائرها تتجاوز 4 مليارات دولار.. الاحتلال الإسرائيلي يمحو 37 قرية جنوبية    شتاء طنطورة يعود للعُلا في ديسمبر    يعد الأكبر في الشرق الأوسط .. مقر عالمي للتايكوندو بالدمام    أمير الشرقية يستقبل الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير محمية الملك عبدالعزيز الملكية    الاستخبارات الأمريكية تكثف تحذيراتها بشأن التدخل الأجنبي في الانتخابات    أمين عام رابطة العالم الإسلامي يرأس اجتماع المؤسسة الثقافية الإسلامية بجنيف    محافظ الخرج يستقبل مدير عام فرع هيئة الأمر بالمعروف بالرياض    كيف يعود ترمب إلى البيت الأبيض؟    تعليم الطائف بدء تطبيق الدوام الشتوي بالمدارس مع بداية الفصل الدراسي الثاني    المملكة تثري الثقافة العربية بانطلاق أعمال مبادرتها "الأسبوع العربي في اليونسكو" في باريس    فوز 11 شركة محلية وعالمية برخص الكشف في 6 مواقع تعدينية    توقعات بهطول الأمطار الرعدية على 5 مناطق    إشكالية نقد الصحوة    أرباح «أرامكو» تتجاوز التوقعات رغم تراجعها إلى 27.56 مليار دولار    الهلال يمزق شباك الاستقلال الإيراني بثلاثية في نخبة آسيا    المملكة تستحوذ على المركز الأول عالمياً في تصدير وإنتاج التمور    «التعليم»: 5 حالات تتيح للطلاب التغيب عن أداء الاختبارات    الأسمري ل«عكاظ»: 720 مصلحاً ومصلحة أصدروا 372 ألف وثيقة    «جاهز للعرض» يستقطب فناني الشرقية    إعادة نشر !    سلوكيات خاطئة في السينما    " المعاناة التي تنتظر الهلال"    مسلسل حفريات الشوارع    للتميُّز..عنوان    نحتاج هيئة لمكافحة الفوضى    لماذا رسوم المدارس العالمية تفوق المدارس المحلية؟    الأمير عبدالعزيز بن سعود يتابع سير العمل في قيادة القوات الخاصة للأمن والحماية    الأمير تركي بن طلال يستقبل أمير منطقة الجوف    كلمات تُعيد الروح    قصص من العُمرة    ربط الرحلات بالذكاء الاصطناعي في «خرائط جوجل»    غيبوبة توقف ذاكرة ستيني عند عام 1980    الاستقلالية المطلقة    تشخيص حالات نقص افراز الغدة الدرقيه خلال الحمل    النظام الغذائي المحاكي للصيام يحسن صحة الكلى    «تطوير المدينة» تستعرض التنمية المستدامة في القاهرة    سعود بن بندر يهنئ مدير فرع التجارة بالشرقية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



البريك في ضيافة الصفار ..!!!
نشر في أزد يوم 15 - 06 - 2010

لبى الدكتور الشيخ سعد البريك دعوة الشيخ حسن الصفار لزيارة القطيف, حيث استضافه في مكتبه ظهر يوم الخميس 27 جمادي الآخر 1431ه الموافق 10/6/2010م, وقد دعا الشيخ الصفار على شرف ضيفه عدداً من الشخصيات من القطيف والدمام والأحساء, من شريحة العلماء والدعاة والمثقفين.
وجاء على موقع الشيخ حسن الصفار ان برنامج اللقاء استمر حوالي ثلاث ساعات, في جو أخوي ودّي, تسوده الصراحة والشفافية, حيث جرى الحوار وتبادل الآراء والأفكار حول تجاوز القطيعة وتعزيز التواصل, خدمة لمصلحة الوطن واستقراره, وتجسيداً لقيم الدين المجيدة.
وكان بمعية الشيخ سعد البريك الدكتور عبد العزيز قاسم والذي سبق ان استضاف الشيخين الصفار والبريك في حلقة من برنامجه البيان التالي, على قناة دليل الفضائية بتاريخ 17 ربيع الآخر 1431ه كما كان برفقته الأستاذ وليد البريك, الأستاذ سعود السياري, الأستاذ عبد الله الجعفر والأستاذ إبراهيم العصيلي من المكتب التعاوني للدعوة وتوعية الجاليات.
وقد رحب الشيخ الصفار بضيفه الكريم بالكلمة التالية:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مرحبا بك يا فضيلة الشيخ الدكتور سعد وقد أسعدتنا بزيارتك، جاءت هذه الزيارة بعد طول انتظار، لتؤكد التزام الشيخ بالوفاء بوعده، فقد وعدنا بهذه الزيارة، والآن تحقق الوعد في أول خطواته، ونأمل أن تكون هذه الزيارة بداية لتواصل مستمر إنشاء الله، مع أهالي هذه المنطقة، التي هي جزء من هذا الوطن الغالي، وأهلها جزء لا يتجزأ من شعب هذه البلاد العزيزة الحبيبة.
أهلا وسهلا بك يا فضيلة الشيخ وبالأحبة الذين معك وفي طليعتهم الدكتور عبدالعزيز قاسم، وهو الذي له فضل كبير في إقامة جسور التواصل، من خلال حواراته الصحفية، وأخيرا حواراته الفضائية، والتي مهما تخللها من إثارات أو نقاشات ساخنة، لكنها تدشين لمرحلة جديدة، ينفتح الناس فيها بعضهم على بعض، يتحاورون ويتناقشون، تتعرف كل جهة على الأخرى، في البداية تحصل هذه الإثارات وهذا اللغط الذي نجده يصحب كل لقاء من اللقاءات، ولكنني اعتقد أنها مرحلة سنتجاوزها إنشاء الله، بالاستمرار وترشيد أساليب الحوار بين أبناء الوطن.
انتم تعلمون يا فضيلة الشيخ إن امتنا عانت كثيرا في قرون متمادية من الانشغال بالخلافات الفكرية والمذهبية، هذه الخلافات التي أفقدت امتنا الاستقرار، وسلبتها أمنها المجتمعي، وعوقت مسيرتها نحو التنمية والتقدم، وأعطت الفرصة للأعداء لكي يتسللوا إلى أوساط أبناء الأمة، ولكي يحققوا أطماعهم في الهيمنة على أراضي وثروات بل وقلوب أبناء الأمة.
إن وجود تعدد في المذاهب والآراء والتوجهات السياسية أمر طبيعي في كل المجتمعات البشرية، لا يوجد مجتمع يتقولب الناس فيه ضمن رأي واحد، وخاصة في تفاصيل القضايا الدينية أو الحياتية، حتى في عهد رسول الله نجد أن الصحابة كانوا يختلفون في بعض الآراء، ولكن وجود رسول فيما بينهم كان يحسم أي نزاع أو خلاف، إذا كان الأمر يقتضي الحسم، وفي بعض المسائل نجد أن رسول الله ما كان يستخدم مكانته للحسم، كما هو الوارد بالنسبة لصلاة المسلمين في طريقهم إلى بني قريظة، حينما أدى بعضهم الصلاة حفاظا على وقتها، واجلّها البعض الآخر التزاما بحرف ونص كلام رسول الله ، لم ينقل لنا التاريخ أن الرسول تدخل لحسم الموقف, وإنما صحح عمل الفئتين و الجانبين.
إذن فوجود الاختلاف في الرأي في مختلف المجالات أمر طبيعي، ولكن غير الطبيعي أن يتحول الاختلاف في الرأي الديني أو السياسي إلى نزاع وصراع، وإلى قطيعة، وهذا ما عانته أمتنا في القرون الماضية، وفي الواقع الحاضر, في كثير من البلدان والمناطق، هذا الجيل من أبناء الأمة، وخاصة طليعة هذا الجيل من الدعاة والعلماء والمثقفين يتحملون مهمة كبيرة, هي العبور بالأمة من واقع النزاع والصراع إلى واقع أفضل، يديرون فيه خلافاتهم بالحوار بالتي هي أحسن، وبالتعايش، وباحترام الرأي الآخر، لا أظن أن أحدا يتوقع انتهاء اختلاف الآراء والأفكار، ليس هناك من يطمح أو يتطلع إلى أن تختفي الآراء والمذاهب والتوجهات، من سلف الأمة الصالح إلى الآن هناك أراء متنوعة ومتعددة في المجال العقدي والفقهي والسياسي، لكن الأمر الذي نطمح إليه هو الوصول إلى مستوى التعايش وخدمة المصالح العليا لأوطاننا ومجتمعاتنا وديننا، واعتقد أن هذا يستلزم أمرين:
الأول: التأكيد على مفهوم المواطنة والأخوة الإسلامية، المواطنة في بعده السياسي، والأخوة في بعدها الديني، بأننا ننتمي والحمد لله إلى دين واحد، نتشهد الشهادتين, ونصلي إلى قبلة واحدة, ومرجعيتنا واحدة هي الكتاب والسنة، إذن نحن إخوة بنص القران: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾.
ومفهوم المواطنة الذي يحفظ العدل والتساوي بين أبناء الوطن الواحد، فلا يتميز احد على احد في شيء من الواجبات أو الحقوق، إنما يكونون سواسية أمام القانون، وفي إتاحة الفرص، والتمايز بالعطاء والكفاءة.
الثاني: التوجيه المنطلق من الجهات الدينية في مجتمعاتنا ينبغي أن يوجه الناس إلى حسن العلاقة والمعاشرة والطيبة؛ لأن كثيرا من المشاكل والنزاعات إنما يؤججها تحريض من هنا، وبعث على الفتنة من هناك، خاصة ونحن نعيش في زمن أصبح فيه الإعلام مشرعة أبوابه, وخاصة هذا الإعلام الفضائي المفتوح، وأصبحت هناك أصوات وأقلام تثير الفتن، وتؤجج المشاعر.
على الواعين من أبناء الأمة أن يعملوا من اجل بث ثقافة التآخي والتسامح، وتشجيع الناس على المحبة فيما بينهم، وحسن الظن في بعضهم بعضا، ونأمل أن يكون فضيلة الشيخ سعد في طليعة الطليعة التي تقوم بهذه المهمة، وتنجزها إنشاء الله تعالى، خاصة وان خادم الحرمين الشريفين فتح أبواب الحوار الوطني، ودعا المواطنين إلى أن يعيشوا كأبناء وطن واحد، ويحققوا الوحدة الوطنية فيما بينهم، هذا التوجه السياسي من قيادة البلد يجب أن يكون دافعا للدعاة وباعثا حتى ينطلقوا في هذه المهمة، لا أريد الإطالة، كنت أود أن اكتفي بالترحيب بفضيلتكم، وبأصحاب الفضيلة والسعادة الذين رافقوكم، كما أرحب بجميع الإخوة العلماء والفضلاء والمثقفين، هؤلاء نخبة من أبناء المنطقة يا فضيلة الشيخ، وبعضهم جاء من الأحساء، قطعوا مسافات طويلة، وفي الحاضرين من العلماء والخطباء والمثقفين والناشطين الاجتماعيين ما يمثلون نخبة من هذا المجتمع، جاءوا ليرحبوا بكم، وليشكروكم على زيارتكم، ويؤكدوا اهتمامهم بالتواصل والتلاقي، بما يحقق مصلحة الدين والوطن إنشاء الله، نسأله تعالى أن يجعل هذا اللقاء لقاء مباركا، محفوفا برحمته ورضوانه، إذا أردتم يا فضيلة الشيخ أن تتحفونا وتتحفوا الحضور بكلمة فالجميع مصغون لكلامكم وخطابكم.
كلمة الدكتور الشيخ سعد البريك:
الحمد لله وحده، عدد خلقه، ورضاء نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته، والصلاة والسلام الأتمان والأكملان على سيد الأولين والآخرين نبينا محمد وعلى اله وصحبه، صاحب السماحة الشيخ حسن الصفار يطيب لي وأنا في داركم العامرة، أن أجدد شكري على توجيه الدعوة مغتبطا بهذا اللقاء، بهذه الوجوه الكريمة والمباركة بإذن الله عز وجل، واحسب أن ما قلته مقدمة لما يمكن أن أوجز بعده بشيء مما هو مشترك في عقولنا جميعا، ومشترك في همومنا جميعا، وأمر لا بد لنا منه فإما أن نجتمع عليه وإما أن نخسر أنفسنا وذريتنا جميعا.
أحبتي في الله قلت البارحة (في المحاضرة بصالة الملك عبدالله بالقديح) وكم تمنيت أن بعض أصحاب الفضيلة العلماء قد حضروا لينقلوا رسالة إلى أبناء القطيف، أن هذه الزيارة وهذه المحاضرة وهذا الموضوع تحديدا يصب في صميم القضية الكبرى، التي هي قضية الخلاف، أو وهم الخلاف، وهي مسالة محبة آل بيت نبينا ، ولعل له عذراً وأنت تلومه، والغائب حجته معه، أقول فيما أود بيانه أن من المؤلم والمفاجئ للنفس أن تكره أحدا ثم تخبرك الحقيقة انه أحد أحبابك، وان من المؤلم أيضا أن تحب أحدا وان يفاجئك الأمر بأدلة بأنه عدو لك، واني رأيت من خلال هذه المودة والحميمية والعلاقة والتواصل، الذي يسجل لفضيلة سماحة الشيخ حسن الصفار، وللفضلاء أجمعين، وللدكتور عبد العزيز قاسم جزاه الله خيرا قصب السبق في مثل هذه المبادرات، التي احسبها سُنة، وله أجرها واجر من عمل بها بإذن الله عز وجل، قد تبين لي من خلال اهتمام محدود، في فترة موجزة، وإطلاع وانكباب على بعض مصادر ومراجع الشيعة المعتمدة: أن حقيقة التشيع العلوي لا نختلف فيه مع أحبابنا وإخواننا أبدا، وإنما قرره آل بيت النبي من أصول الاعتقاد، وقواعد الإتباع، والرحمة بالمسلمين أجمعين، مما هو مقرر في مصادر أهل السنة، ثم سالت نفسي إذن فأين الخلاف؟
هناك شقان شق سياسي، وشق ديني، وخلط الديني بالسياسي احسبه يورد مشكلات، ومن خلال ما بحثت وقرأت وتابعت وسمعت حتى من عقلاء الشيعة أنفسهم، ومن المراجع المعتبرة ذات الوزن الثقيل، في مختلف بلاد العالم الإسلامي، أن التشيع العلوي على حقيقته لا نختلف فيه كثيرا، على أصوله التي قرانا واطلعنا وتابعنا فيها، ولكن المشكلة ذلك الدس الكثيف الذي افسد قلوب الشيعة على السنة، وقلوب السنة على الشيعة، وأقولها بكل صراحة إن اختراقا أعجميا على خط واقع الشيعة العرب مع إخوانهم السنة، يعود إليه سبب كبير في دفع هذا الاحتقان إلى مواجهة، رأينا بعض نتائجها في بعض المواقع، ونعوذ بالله أن نجد مثله هنا في بلادنا، ومن بيننا ومع إخواننا الذين عشنا معهم تاريخا، وأدركنا وصية أجدادنا لهم، ووصية أجدادهم لنا، يوم أن كانوا جيرانا وأحبة تجمعهم كافة أواصر المحبة والمودة.
ومن هنا أحبتي في الله فاني أقول ليس بيننا وبين أن نسدل الستار على هذه الحقبة التي أقضت المضاجع، وأزعجت النفوس، وأدخلت كثيرا من البلبلة على العقول، إلا كلمة واحدة، وبها سوف نسدل الستار على تاريخ طويل من الخلاف، على الأقل في محيطنا وإقليمنا الذي يهمنا، كلمة واحدة وهي (على رسلكم إنها صفية) هذه الكلمة إذا تواتر القول، واجتمع العقلاء، وهم أهل وكفؤ، وقد بوأهم الله المنزلة والمكانة، واتاهم من جميل البيان وعذب المنطق، ما يستطيعون أن يقول لعامة السنة والشيعة، إنها صفية، والذي اعنيه أن هذه الأوهام وكما قال سماحة الشيخ الصفار في اللقاء الذي تشرفت به معه في برنامج البيان التالي قال: إن كثيراً من المرويات التاريخية لاشك أنها سببت كثيرا من الاحتقان، وأننا في مراجعة مستمرة لمثل ذلك، والحقيقة أننا لا نتصور أن هناك نسخة جديدة من المذهب في كل عقد من السنين إن المذهب هو ما ثبت عن آل بيت النبي ، الذين نعتقد أن من تمام الدين بل من شرط صحة الإسلام أن نعترف لهم بما بيّنه النبي من فضلهم, وذكره الله عز وجل من شانهم في كتابه الكريم، العقلاء والعلماء والدعاة والخطباء كلهم يعلمون فضل أمير المؤمنين، وفضل سيدي شباب أهل الجنة، وفضل سيدة نساء أهل الجنة، وفضل زين العابدين، وفضل الإمام الصادق، والإمام الكاظم، وعلي بن موسى، والأئمة والحسن العسكري، وقد قصدت بالأمس أن اسرد نقولات من مراجع أهل السنة، حتى يسمع الجميع من هم أهل البيت عندنا، من هم أهل البيت بالنسبة لنا، ما وزنهم في حجيتنا، نحن نحتج بأقوال أهل البيت في مسائل يختلف فيها أهل السنة فيما بينهم، إذن لا نجد خلافا، أما الفروع الجزئية اليسيرة فاني احسب أن الأمر قد تجاوزها، والكل يعلم أن هذه الفروع اليسيرة ليست سببا ولا مسوغا أن تخرج مسلماً عن إسلامه، أو مسوغا لإيقاع القطيعة والبغضاء، واذا كان في كتاب ربنا عز وجل: ﴿لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ (الممتحنة:8) هذا في غير المسلمين فمن باب أولى أن يكون مع المسلمين، من إخواننا الذين يتفقون معنا في أصول الاعتقاد، كما جاء في الكتاب والسنة، وما جاء من مرويات الصحابة، وما جاء عن أهل البيت ، وإذا زالت القضية في شقها الديني، بقي الأمر في شقه الدنيوي، لأننا اعتبرنا أن الشق الديني قسمان قسم يتعلق بالأصول فإذا تداعى المصلحون، وكثر أعلام التصحيح، وتسارع العقلاء رحمة وشفقة بالأمة، وعبرة بما جرى من المثولات من حولنا، كالذي نراه على سبيل المثال في العراق، كيف بلغ الحقد الطائفي المتبادل، فوصل بالناس إلى أبشع صور لم يفعلها اليهود والنصارى بعضهم مع بعض، من ثم فإننا نعوذ بوجه الله أن يكون ثمة من له عقل ويجد أن لنفسه مكانة وكلمة وأثرا ودور، ثم يكتم أو يدخر هذا الجهد في ما ينفع الأمة، فإذا زال ذلك الشق في جانب الأصول، وفي جانب الأسس والقواعد، التي لا نختلف عليها.
لا نختلف على كتاب الله عز وجل وسمعت من سماحة الشيخ الصفار وأنا اعرف هذا الكلام، وقصدا طرحت في الحوار مسائل من الأسئلة التقريرية ومن الأسئلة الاستفهامية، التي أريد الشيخ أن يبدّد في جوابها كثيراً من الأوهام، أنا لا أكذبكم أن أوهاما كثيرة عند عموم أهل السنة في تحريف القران، فإذا انبرى رجل مثل هذا الرجل من أعلام التصحيح، ومثلكم من طلائع التصحيح وقادته وأعلامه، وقرروا ما هو معلوم أن القران خال وسليم من الزيادة والنقص والتحريف وأن لا صحة للمرويات التي تقول عن مصحف فاطمة، ولا صحة للمرويات التي تسب الصحابة وتلعن وتقدح وتشتم، ولا صحة للمرويات التي تنسب إلى رسول الله ما لا يليق به، ولا صحة للمرويات التي لا نجد وراءها إلا ما يفسد ويشتت ويفرق ويحزّب ويعصب، فإذا تداعى العقلاء على مثل هذا الكلام وبينوا، أظنها كلمة واحدة إنها صفية، إن سيد الخلق لما مرّ برجلين وهو يودع زوجته صفية مر به رجلان، فقال: «على رسلكما إنها صفية»، ومعلوم أن الشك في النبي كفر، أن يشك احد وان يقذف رسول الله بالعظائم، فهذا أمر يخرج من الملة، لكن أبان النبي : خشيت أن يقذف الشيطان في قلبيكما سوءا أو أمرا على رسلكما إنها صفية.
فإذا لم يكن بين هذا المجتمع وبين قوته وترابطه إلا كلمة يتداعى إليها هؤلاء العقلاء ومن ورائهم، ثم يقولون ويعلنون براءة واضحة جلية في كل ما يقض المضاجع، القول مثلا في تحريف القران، العقلاء ينكرون ولكن البعض يردد وينشر، مسالة سب الصحابة رضوان الله عليهم، وأسجل لسماحة الشيخ موقفا جريئا قبل اللقاء في جريدة عكاظ قال: إن سب الصحابة أمر ممنوع ولا يجوز ومن وقع به يجب أن تقام عليه الحجة، ونبين له الأمر، ونحن عندما نقول الصحابة فإننا نعني أبا بكر وعمر وعثمان وعلي والمبشرين بالجنة وآل بيت النبي ، ان البعض ولا أكتمكم، دعونا نتكلم بصدق وحقيقة، لما تحدث فتية معي ألا تسمع سماحة الشيخ حسن قال في البرنامج الصحابة لا يجوز أن يكفروا، ومن كفرهم ومن تكلم فيهم ووقع فيهم، يبين له الأمر، فإذا أصر فهو خارج عن الإسلام، أليس كذلك يا شيخ؟ وقال الصحابة يقصد بهم أسماء رموز وأعلام آخرين وليس المقصود بالصحابة الذي أنت وأنا نفهمه، أبا بكر وعمر، لا ولا يجوز إلا أن احمل الكلام على خير محمل، كما قال عمر بن الخطاب: لا تظنن بكلمة خرجت من فم أخيك إلا خيرا، إلا وان تحملها على أحسن محمل، فانظروا إلى أي درجة حاجتنا إلى المحترزات، التي تدفع الكثير من الشبه، وكما قال : «على رسلكم إنها صفية» وهو المعصوم فمن باب أولى نحن.
اسألونا بما شئتم، اسألونا عن قتل الحسين؟ نقول ما قال شيخ الإسلام ابن تيمية: من قتل الحسين عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لعن الله من قتل الحسين، ومن أعان على قتل الحسين، اسألونا عن أمير المؤمنين علي؟ أقول علي مع الحق والفئة التي معه على الحق، فيا عقلاء الشيعة ويا رجالها وسادتها وقادتها ويا إخواني في هذا الوطن ونحن جميعا حماته وأبناؤه، هل يعقل أن يتقاتل أبناؤنا، ولم تصل النار بعد إلى أرضنا ولا إلى حدودنا، وأنت تسمع ما وراء الحدود، بل يقول لي بعض الفضلاء والله إننا في صبيحة عاشوراء في المدارس نسمع من بعض الطلبة يقول يا لثارات الحسين، الثأر ممن؟ وننتقم ممن؟ ومن الذي نريد أن نصفي حسابنا معه؟ اهو على رواية في آخر الزمان أن المهدي ع الإمام الغائب عجل الله فرجه إذا خرج سوف يخرج أبا بكر وعمر وعائشة ويجلد عائشة حد الفرية ويجلد أبا بكر وعمر أو يقتلهم؟ الجواب هذا كما قال الشيخ هي من المرويات المرفوضة، إذن ما الذي يمنع هذه الوجوه النيرة المسفرة والمباركة أن تنقذ الأمة بمثل هذا البيان؟ فعند علماء أصول الفقه تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز أبدا. فأظن أن ليس بينا وبين أن نقفز قفزة ماراثونية إلا أن نسمع بياناً صريحاً واضحاً وجليّاً يجيب على كثير من المسائل التي سمعها البعض في قناة الكوثر، أو قناة الأنوار، أو في القناة الفلانية، وتنقل مثل هذه المواقف إلى الداخل.
إن صورة ومشهد السنة وهم السنة ليسوا سواء، فيهم من وقع في التكفير وسفك الدماء وإزهاق الأرواح، وفيهم من شط بهم الأمر إلى التغريب والعلمنة، وفيهم من اعتزل وتوسط، وكذلك نقول لأبنائنا وأحبابنا لا تنظروا إلى الشيعة بأنهم شريحة واحدة، وشكل واحد، ولا يجوز إن يختزل التشيع في شخص، ربما كما قال الشيخ في بعض مجالسنا، قال الآن، ومنذ فترة ولله الحمد والمنة أصبحنا ننظر من الذي هو أهل أن يتحدث باسم علم أهل البيت، وليس الأمر مفتوحا لكل من أراد أن ينتسب إلى ذلك، ويتحدث وينسب زلات وأخطاء، والى ذلك إن هذا البيان الجامع الذي نرتقب صدوره منكم جميعا في بيان مسائل الاعتقاد الواضحة الجلية التي يتوهم كثير من عموم السنة إنها الفيصل في الخلاف والاختلاف، ويرتقي إلى الخلاف العقدي وليس الفرعي، مسائل الفروع لا يخرج فيها احد من الإسلام, ولا يكفر احد فيها، ولا تمنع الموالاة والمحبة ولا تمنع الأخوة والنصرة، ولا تمنع شيئا مما أوجب الله للمسلمين بعضهم على بعض، ومن هنا يا أحبتي وأنا أتكلم أمام عقلاء وإمام أناس يثمنون الكلمة ويعرفونها، وافتح صدري وأذني مصغية لما يستدرك علي.
قل للذي يدعي في العلم معرفة *** علمت شيئا وغابت عنك أشياء
هذا في الشق الديني، أما في الشق السياسي، أو الشق الدنيوي، فلا يلام أحد، أن يطلب حقه يقول عمر بن الخطاب (رضي الله عنه): يعجبني الرجل إذا سيم خطة خسف أن يقول بملء فيه لا، واياس بن فضيل لما نظر إليه عمر فقال له: أنت قتلت أخي ضرار؟ قال يا أمير المؤمنين الحمد لله الذي ادخله بسببي الجنة، يعني قتلته فمات شهيدا في معركة اليمامة ولم يدخلني بسببه النار، فقال عمر (رضي الله عنه): اصرف وجهك عني فاني لا احبك، فقال إياس: يا أمير المؤمنين إن كنت لا تحبني أتمنعني شيئا أوجبه الله لي عليك في بيت مال المسلمين؟ فقال عمر: لا معاذ الله، قال: إذن ابغض ما شئت، فان من يبكي على الحب النساء، نحن نقول إن صاحب الحق لا يكف عن المطالبة بحقه أينما ما كان، فلنا حقوق كثيرة، والمطالب أكثر، والطموح والأمل والرجاء أكثر واكبر، وليس بعيدا عن الله عز وجل أن نحقق ذلك.
ما كنا نسمعه عن القطيف من قبل ثم نرى هذه المدينة وهذه الحاضرة، وهذه القفزات العلمية والحضارية في القطيف وأبنائها، أيا كان بعطاء ولاة الأمر، أو بإلحاح وتواصل أبناء القطيف أنفسهم، اعتبر ذلك عقلا وحكمة وشرعا، لا استكثر على مسلم في الأوجام، أو في القطيف، أو في العوامية، أو في الجش، أو في أي مكان كان، ولكن أحبتي في الله إن ما أود أن أقوله ما رأيناه اليوم في القطيف تحتاج الكثير من محافظات بلادنا في الحدود الشمالية وفي جيزان والمناطق الجنوبية عقودا حتى تصل إلى ما وصلت إليه القطيف، الحمد لله الذي من على القطيف برجالها، وأكرمها بما فتح الله عليها، ونسال الله أن يكرم المحافظات الأخرى من أهل السنة، بما أكرم به أهل القطيف، وأما ما تبقى من ذلك فالكل في ميدان يستبق إليه بعلمه وقدرته وفرصته، وان الجميع يعلم أن ما من احد إلا وكتب له رزقه واجله، لا أريد أن استأثر بالحديث، فانا في شوق لان اسمع من الفضلاء والعقلاء والنبلاء ما أنا أحوج إليه، أكثر مما أتكلم به، وسبحانك اللهم والحمد لله واشهد أن لا اله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك.
تعقيب الشيخ حسن الصفار:
شكرا فضيلة الشيخ على ما تفضلت به واسمحوا لي أن أرحب بفضيلة الشيخ فيصل الكاف الذي جاء أثناء حديثكم وكذلك فضيلة الشيخ حسن الخويلدي.
مرحبا بكم جميعا أيها الفضلاء والأحبة في هذا اللقاء العامر بالمحبة إنشاء الله، من الجميل أن نصغي لبعضنا بعضا، لا غضاضة أن يقول الإنسان كل ما لديه، والمجلس مجلس قائم على أساس الصراحة والشفافية والحوار بالتي هي أحسن، لا أريد أن استأثر بالحديث، حتى لا يكون حديثا ثنائيا بيني وبين فضيلة الشيخ سعد، فقد سبق أن التقينا في أكثر من لقاء، وسنلتقي إنشاء الله مستقبلا، فالفرصة متاحة للإخوة الأعزاء من العلماء والفضلاء ليتحدثوا، لكني أشير إذا سمح فضيلة الشيخ سعد وإذا سمحتم إلى نقطتين سريعتين:
النقطة الأولى: إنني أتصور أن المدخل لحسن العلاقة بين الشرائح المختلفة في وطننا وكل بقاع العالم الإسلامي هو تحقيق مفهوم المواطنة، بحيث يعيش الناس واقع المساواة، فلا يشعر احد بالغبن، ولا يمارس طرف الاستئثار، لان ذلك هو المنفذ الذي ينفذ منه الشيطان، الكلام العقدي والفقهي قد يكون تبريرا، وقد يكون عنوانا، الإنسان حينما يشعر بان له حقاً قد يستخدم أسلوبا سليما، أو أسلوبا غير سليم، علينا جميعا أن نتعاون، وان نعضد موقف خادم الحرمين الشريفين في كلامه وخطاباته ومشاريعه والبرامج التي يطرحها، حين يؤكد على جانب المساواة بين المواطنين، وحتى خطابه الأخير في مجلس الشورى الذي تحاورنا مع فضيلة الشيخ حول مقطع منه (الوطن للجميع)، يؤكد على هذا الأمر، إذا استطعنا أن نعين ولاة أمورنا، وان نرشّد الحالة القائمة في بلادنا، لا يخلو بلد من أخطاء، لا يخلو بلد من مشاكل، قد تكون الحقبة الماضية، والأوضاع السابقة، والتأثيرات الإقليمية، تركت بعض الخلل في هذا الجانب، علينا أن نتعاون وان نؤازر ولاة الأمر في بلادنا حتى تتحقق المساواة في صورتها الكاملة الصحيحة، حتى يشعر المواطنون جميعا بوحدتهم وبتآخيهم، وحين يكون الخلاف العقدي والكلام الفكري في حجمه، كما يوجد بين الناس في أمريكا وفي أوربا، وفي كل البلدان، يوجد بينهم خلافات، ويوجد بينهم اتهامات، ولكنهم بشكل عام يحققون حالة من التعايش والتفاهم والتعاون، وإنشاء الله بلادنا تسير على هذا الطريق.
النقطة الثانية: ما أشار إليه فضيلة الشيخ سعد من إصدار بيان يبين مواقف الشيعة، سبق أن صدرت عشرات البيانات، احد كبار علماء الشيعة الشيخ محمد الحسين كاشف الغطاء قبل ستين عاما، كتب بيانا تحت عنوان «اصل الشيعة وأصولها» ونشر وهو كتيب مختصر، وكاشف الغطاء مرجع فقهي يتزعم الحوزة العلمية في النجف الأشرف، نشر هذا الكتاب، وطبع عدة مرات، وجاء علماء آخرون من بعده وكتبوا، الشيخ محمد جواد مغنية أيضا كتب في هذا المجال وأبان مواقف الشيعة في كل الأصول والمعتقدات، ورد على هذه الشبهات، وهذه الأوهام كما تحدث فضيلة الشيخ، وعشرات من الكتب، إنشاء الله يشرّف فضيلة الشيخ المكتبة ليرى عشرات من الكتب وعشرات من البيانات التي توضح هذا الموقف، لكن المتطرفين من الجانبين لن يسكتوا، حتى ولو صدرت آلاف البيانات، لأنهم يعيشون على إيقاظ الفتنة، كلما صدر بيان حول جانب يطلبون بياناً حول جانب آخر، وضع جهة من الجهات وكأنها في زاوية الاتهام وعليها أن تثبت كل يوم براءتها من هذه التهم هذا ليس مقبولاً، أن يُطالب إنسان كل يوم أن يعلن براءته من الكذب، اكتب بيانا انك لم تكذب، اكتب بياناً انك لم تسرق، سبحان الله يجب أن نطالب المدعي بالبينة، أنت تقول هؤلاء قالوا كذا، البينات التي تساق هي نقولات من كتب التراث، هناك ردود عليها، هناك مناقشة لها، آمل أن نتجاوز هذه المرحلة، وقد سبق أن أعلنت وسجل هذا الإعلان الدكتور عبدالعزيز قاسم في المقابلة المفصلة تحت عنوان مكاشفات، طلبت توقيع وثيقة شرف، وتناقشنا مع كثيرين، ولكن أرجو من الطرف الآخر، من الجهات الدينية في المدرسة القائمة في المملكة، اعتقد أن هم من لديهم التردد، نحن ما عندنا تردد بان نوقع على بيان نقرر الأصول المشتركة بين المسلمين، ويشير إلى وجوب العدل والمساواة بين كل أبناء البلد وأبناء الأمة، ولا احد يمتنع عن ذلك، وقد سعينا وحاولنا مع المشايخ منهم الشيخ عبدالمحسن العبيكان وكدنا أن نصل، وأعددنا المسودة، ولكن الاعتراض والتوقف كان من الطرف الآخر، وحتى في الأيام الأخيرة كتبت أيضا أنا مسودة مقترحة، وقدمتها إلى مجموعة من الفضلاء، نحن ما عندنا تردد، اعتقد أن علماءنا وفقهائنا ليس لديهم ما يخفونه، أو يخجلون منه، وهم قد كتبوا وأعلنوا، ولا مانع أن يكتب من جديد، التردد هو من الطرف الآخر، بعض الفضلاء طرحت عليهم هذا الأمر بإلحاح وقالوا إن الوقت ليس مناسبا من إخواننا السلفيين في المملكة، ولا داعي لذكر الأسماء، ما تدعون له يا فضيلة الشيخ نحن مستعدون له، وليس لدينا مشكلة في هذا الأمر، ولكننا نعتقد إن هناك من يتردد، وهناك من يتحفظ، وهناك من يضع كل يوم نقطة إضافية.
طبعا المذاهب لهم حريتهم في آرائهم ومعتقداتهم، أنا اعتقد أن الشيء الوحيد الذي ينبغي النص عليه هو عدم الإساءة للطرف الآخر، ورموز الطرف الآخر، ومقدسات الطرف الآخر، ماعدا ذلك، الاختلاف في المعتقدات التفصيلية، أو في الجوانب الفقهية، هذه تترك، تراث السنة وتراث الشيعة فيه الكثير مما يجب أن ينقح وان يغربل، ولكنها مهمة داخلية، السنة في داخلهم يقومون بهذه المهمة، وقد انبرى منهم أعلام التصحيح عند أهل السنة أيضا موجودون، والشيعة في داخلهم هناك من يقوم بهذه المهمة، لا ينبغي أن تدخل هذه المسالة في مجال الحوار، حتى لا تظهر وكأنها ضغط من طرف على طرف، حينما تبدو المسالة وكان هناك طرفاً يضغط هنا تثار غريزة التحدي، وبالتالي تتعرقل مسيرة المصلحين في داخل طوائفهم ومذاهبهم، ما يسيء للطرف الآخر هذا ما يجب أن نمنعه وأن نقف أمامه، وقد تلقيت دعوة أخيرا من جهة شيعية عليا في إيران تدعو إلى عقد مؤتمر لمناقشة تحريم الإساءة لرموز المسلمين، والإساءات المتبادلة بين المذاهب، وطلبوا مني إعداد بحث، ووجهوا الدعوة إلى كثيرين حتى يعدوا بحوثا حول هذا المجال، أما على صعيد التحليل السياسي ما هي أسباب هذه المشكلة، قد نختلف في بعض التحليلات، ونختلف في بعض الأسباب، لكننا جميعا ندرك أن هناك عوامل إقليمية ودولية لا تريد للمسلمين أن يتحدوا وان يجتمعوا.
رد د. البريك:
أنا اشكر لسماحة الشيخ هذا البيان ولا غرابة فالشيء من معدنه لا يستغرب، ولكن فيما يتعلق بالإساءة للرموز، فالكل يرفض، وينبذ، ويأبى هذا الأمر، فإذا كان هذا مع غير المسلمين بآلهتهم، كما قال عز وجل: ﴿وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾ فمن باب أولى فيمن تجمعنا معهم جوامع الإسلام.
الأمر الثاني ما تفضل به سماحة الشيخ فيما يتعلق بالحقوق وقضايا المواطنة، الكل يطالب بحقه، من جيزان إلى رفحاء، إلى عرعر، إلى طريف، الكل يعتقد انه مظلوم، انه مصادر حقه، وفي جيزان والى عقود طويلة ماضية يشعرون أنهم مهمشون، وخذ مثل ذلك في بيوت الصفيح في عرعر وطريف وغير ذلك، نحن لا ننقل ذلك كشيء يجب أن يسكت عليه، ولكن نقول نتمنى للقطيف المزيد والمزيد والمزيد، ونتمنى أن يُهتم في ذلك. البعض يقول لأنني لست من أهل المنطقة الفلانية أو من القبيلة الفلانية أنا مظلوم، مع أن تلك المناطق وتلك القبائل ليس فيهم شيعي واحد.
أنا اشكر الشيخ توضيحه وتنبيهه ويدي بيده، واتفق معه، وأقول بكل صراحة، إن هذه البيانات لا يعلم بها كثير من عوام الشيعة وأبنائها، هذا الكلام العذب الجميل الرائع المؤصل المقنع، وصاحب الحجة المقنعة لا يستجدي أحدا أن يقبل الكلام، بل إن الحجة تنفذ إلى العقل بلا استئذان، لكن هذا الكلام ينبغي أن ينزل إلى مستوى العام بأكبر قدر ممكن، وحينئذ سنجد أن هذا سينعكس، إذ أن الأفكار هي التي توجه، وشكرا لكم على ذلك.
مداخلة الدكتور عبدالعزيز قاسم:
الحقيقة بالأمس طلبت الكلمة وقلت أن محاضرة الشيخ سعد البريك في وسط القطيف هي ليلة تاريخية، وأنا اكرر هذا الكلام، وفي هذا المجلس، وزيارته لسماحة الشيخ حسن وفي حضور هذه النخبة الشرعية والعلمية، والنخبة المثقفة، أيضا هو يوم تاريخي، وأنا أتذكر قبل سبع سنوات يا شيخ حسن عندما أتيت لإجراء المكاشفات معك، والتقيت بالكثير من هذه الوجوه النيرة، انظر إلى مسيرة التعايش أنها تقدمت إلى الأفضل، وان كنا نطمع إنها تكون أكثر، أنا اعتقد أن حضور الشيخ سعد البريك يمثل انعطافة كبيرة، والسبب في رأيي أن الشيخ سعد البريك ولا أزكيه على الله، لديه الكاريزما الكبيرة، والثقل الشرعي والدعوي بين جمهور إخوتنا السلفيين، لذلك أنا أعول بإذن الله تعالى أن ينبني على مثل هذا اللقاء أشياء جديدة وخطوات ابعد. الشيخ حسن الصفار طالب في هذا الحوار بشيء من الشفافية والصراحة، وأنا لا اخفي الشيخ حسن والكثير من أحبابنا عتبي الشديد على عدم حضور أي احد من طلبة العلم من أهل القطيف (في محاضرة الشيخ سعد بصالة الملك عبدالله)، فقط من باب رد التحية، ومن باب رد الإكرام، للتو أبو زيتون جزاه الله خيراً بفطرة الإعرابي لديه، وفطرة العربي الحر قال وأباح بما يكن به صدره، ومن حبه للقطيف وأهلها، وأنا اكرر من حبي، أنا اعتب على الأخوة هؤلاء، على الأقل من باب إكرام الضيف، أيها الأحبة أقول ينبغي حضور بعضهم، أما هذا التواطؤ الكامل على عدم حضور أي طالب علم شرعي، فكانت إشارة سلبية جدا يا شيخ حسن أنا لا أريد أن أقولها.
بما أن الشيخ حسن الصفار في بداية حديثه التمس العذر للبيان التالي، فلعلي أيضا أن التمس العذر له، فأقول هي هكذا دائما البدايات، وطريق المصلحين، هي هكذا تكون البدايات، فيها كثير من الشوائب والعقبات، انتقل إلى الجزئية الأخرى وهي البيان، الشيخ سعد طالب ببيان وأنا ازعم في هذا الجانب أن البيانات الفردية، أو البيانات من طرف واحد لا تجدي كثيراً، ولن يكون له ذات التأثير وذات القوة والتغلغل في أوساط النخب والعوام، وكل المجتمع، إذا كانت من طرف واحد، في تصوري الخاص انه يجب أن تكون هناك وثيقة التي طرحها الشيخ الصفار وثيقة التعايش لو انضم لها الشيخ سعد البريك مع ثلة من الفضلاء، وأنا على يميني الدكتور مسفر القحطاني، ومجموعة من الفضلاء الذين يمكن أن ينضموا إلى هذه الوثيقة، لإبرام وثيقة تاريخية، ليس على مستوى الوطن أيها الأخوة، بل على مستوى الأمة، أنا أتذكر في ورقة ألقيتها في منتدى جعفر الشايب قلت: إن احد أسباب فشل مسيرة التقارب والحوار على المستوى الوطني وعلى مستوى الأمة أن علماء السعودية لم يشاركوا فيها، فلذلك ذابت، ولم تكن لها ذات القيمة والقوة، نحن أمام فرصة تاريخية، وخصوصا أن ولاة الأمر يدعمون مثل هذا الاتجاه، ولعل الشيخ سعد قد تلمس الفوائد الجمة الكبيرة التي تنعكس علينا هنا كوطن وتنعكس على الأمة أن يبادر بما له من كاريزما وثقل كبير في أن يواصل هذا المشوار، شكرا جزيلا لكم أيها الأخوة.
تعقيب الشيخ الصفار:
فيما يرتبط بالعتاب لعدم الحضور في محاضرة الشيخ سعد البريك، سبق وان اعتذرت لان عندي محاضرة، وبالتالي كنت منشغلاً، لكني أشير إلى أن المسالة لا ترتبط بشخص المحاضر حفظه الله، ولكن لم يكن في الماضي علاقة تواصلية بين الناس هنا، الجمهور في ساحتنا الدينية في القطيف وبين المؤسسات الدينية الرسمية التي قامت على المحاضرة، وأنا قلت للدكتور سعد وللدكتور عبدالعزيز كنت ارغب أن يكون مجيء الشيخ سعد ومحاضرته عندنا، والدعوة تكون من أهالي القطيف، وسترى حضور الناس، وقد رأيت يا أبا إسامة عندما أتيت في المرة السابقة كيف كان الجمع، وكذلك حينما جاء الدكتور الشيخ عوض القرني، والشيخ النجيمي، وبقية الأخوة المشائخ الذين شرفونا، الناس بعد ليس لديهم علاقة تواصلية مع النشاط الديني في المؤسسة الدينية الرسمية، وأنا شخصيا خلال هذه السنوات الطويلة لم أتلق ولا دعوة واحدة من هذه المؤسسات الدينية الموجودة في الدمام، ليس هناك تواصل وحينما لا تكون هناك حالة تواصلية هذا يكشف عن قصور وتقصير من الطرفين، أرجو أن يكون لفضيلة الدكتور الشيخ سعد دور في إزالة هذا الجفاء، وإزالة هذا القصور والتقصير، عدم الحضور ليس رسالة موجهة لشخص المحاضر، وليجرب الشيخ سعد الاسبوع المقبل عندنا في المجلس أو أي حسينية من الحسينيات، وسيرى الحضور، إنها رسالة إلى الجهات المنظمة التي لم تلتفت في الماضي للنشاط الديني القائم في هذه المنطقة، ولم تتواصل معه، لغفلة أو لسبب أو لآخر، لست الآن في مقام معاتبة تلك الجهات، فانا احترم كل الجهات العاملة، وأود أن أتواصل معها، وقد قمت بمبادرات للتواصل مع بعضها، نأمل أن نتوفق في المستقبل لتجاوز هذه الحالة وليتأكد فضيلة الشيخ أنها ليست رسالة موجهة له شخصيا، لو يعطينا موعداً لمحاضرة قادمة هنا في القطيف وفي الأحساء سيرى حضور الناس..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.