بدأ في فرنسا ما أسمته الصحافة الفرنسية «منعطف الأيام المائة» وهو المرحلة الأكثر وضوحاً للمرشحين للجولة الأولى من الانتخابات الفرنسية لمنصب الرئاسة والتي ستكون في 22 إبريل القادم. حتى اللحظة انحصرت الترشيحات في أربعة مرشحين فقط أحدهم الرئيس الحالي نيكولاي ساركوزي. أما الثلاثة الآخرون فهم المرشح الاشتراكي فرانسوا هولاند، ومرشح الحركة الديمقراطية فرانسوا بايرو، ومرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان. فحسب استطلاعات الرأي يحتل كل من ساركوزي وهولاند المركزين الأولين في حين تأتي لوبان في المركز الثالث وينافسها عليه بقوة بايرو. لكل مرشح برنامجه وقضايا رئيسية يسعى من خلالها إلى إقناع الناخب الفرنسي بقدرته علي إدارة حكم الأليزيه بما ينعكس على أحوال الناس وصورة الدولة. ولهذا لا تكاد تخلو وسيلة إعلامية من النقاشات والتحليلات لكل مرشح ولمستقبل فرنسا. بل إن معظم البرامج الحوارية التليفزيونية يطغى عليه موضوع الانتخابات وكأن فرنسا كلها لا شاغل لها إلا الرئاسة القادمة ومن سيكون سيد الأليزيه. زاد اهتمام الفرنسيين بهذا الموضوع بعد النكسة التي شهدها الاقتصاد الفرنسي بتخفيض موقع فرنسا الائتماني إلى أقل من (AAA) بما يعني انخفاض أمان المستثمرين ورؤوس الأموال وعدم ثقة في الاقتصاد الفرنسي خاصة في ظل أوضاع منطقة اليورو السيئة مالياً والتي تسعي فرنسا مع ألمانيا إلى تغييرها بما يحمي مصالح المنطقة بأكملها رغم المعارضة البريطانية. الغريب أن لوبان تحقق نتائج متقدمة في استطلاعات الرأي وصلت إلى نسبة (20%) رغم عنصرية تصريحاتها، كما في اتهامها لقطر والعرب بشراء الضواحي لأسلمتها، وتطرف مواقفها والحزب الذي تمثله. وهو ما جعل بعض المحللين السياسيين يتوقع منافستها بقوة علي منصب الأليزيه. فهل سيكون «سيد» الأليزيه سيدة أم أن الناخب الفرنسي سيبقيه «ذكوريا» ولو إلى حين..!!؟؟