اوضح الدكتور عبدالكريم صالح الزهراني أستاذ اللغة العربية المشارك بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن أن فكرة مشروع «التعرّف الآلي على أوزان الشعر العربي صوتيًا» انطلقت عندما رأيت الدوائر العروضية التي وضعها الخليل بن أحمد الفراهيدي وأنها مسألة غاية في الدقة والإحصاء فقلت لنفسي إن الطريقة التي وضعها الخليل قياس منضبط لا يمكن أن يخرم أو يشذ عنه بيت من الأبيات التي استحسنها الناس أن تكون شعرًا وهي إحصاء وتتابع في إحصائها وقد اعتمد على زمن الحرف في نطقه فالمتحرك يختلف عن الساكن في زمن نطقه، فذهبت أسأل الزملاء الذين يعملون في البرمجة الصوتية هل يمكن لنا أن نحسب الزمن الصوتي للحروف المتحركة والساكنة فأجابوا بالتأكيد فهناك محركات بحثية يمكن أن ننتجها وتحدد لنا الزمن الصوتي للحرف المتحرك أو الساكن، وبعد هذا طرحت الفكرة كاملة على معالي مدير الجامعة الدكتور خالد السلطان ويُشكر على دعمه لهذا المشروع وتحويله للمعاملة لعميد كلية الحاسب للنظر في الفكرة، وقد أحيلت للدكتور مصطفى الشافعي الذي أكد نجاح البرنامج، وبعدها أحيل لعمادة البحث العلمي لدعم المشروع الذي أطلق عليه مشروع الخليل بن أحمد الفراهيدي ثم سُجل منذ عام 2008م لدى مكتب دعم البراءات بمعهد البحوث بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن ثم أُرسل لأمريكا ليتم اعتماده عالميًا والحمد لله تم اعتماده وتسجيله قبل أشهر وقد كنت أفكر في وضع برنامج يساعد الصغار على القراءة السليمة وهو برنامج يستهدف المراحل الأولى الابتدائية وكنت بدأت بجمع الرموز لقراءة للقرآن الكريم أولا، وبعد ظهور برنامج حفص من شركة مصرية عدلت إلى وضع قاعدة صوتية للشعر وما زال العمل قائمًا لتوسيع هذه القاعدة لتضم كل الإيقاعات العالمية وما يمكن أن يطلق عليه قصيدة أو شعر ليتم تحكيمه من خلال الحاسب الآلي أو الجهاز العروضي، فكل ما كونت قاعدة لأي شعر يدخل في تحكيمه هذا الجهاز، ومما يذكر هنا أن دوائر الخليل يوجد بها أوزان لم يتحدث عنها الخليل ولكنها داخل الدائرة ويعرفها المتخصّصون في العروض ولكن لم يستحسنها الناس في عهد الخليل وما قبله ولذا أهملها الخليل، وبالإحصاء الرياضي يمكن أن نوجدها حسابيًا ونولد من الدائرة عدة بحور. وأضاف الدكتور الزهراني: شعر التفعيلة يمكن أن نُوجد له قاعدة ويصبح معروفًا لدينا ونستقر كل الأشكال الموجودة له وكذلك الموشحات وكذلك المقامات وطرق الإنشاد وتحديده من خلال برمجة ووضع القاعدة الصوتية ليتمكّن الجهاز بعد ذلك من معرفتها، وقبل الذهاب إلى إجابة السؤال أود أذكر أن القرآن الكريم، القاعدة الصوتية جاهزة فالقراء ولله الحمد كثير، بل المدود عند المنشاوي والحصري لم تختلف الذبذبة من أول المصحف إلى آخره التي يسميها أهل التجويد مقدار الحركة، ولأول مرة أكشف عن عناصر البراءة، فالحمد لله أن الفكرة التي قدمت للتسجيل وتضم تسعة عناصر حماية لم يطبق منها فعليًا إلا عنصر واحد في الجامعة ونحن ننتظر الشركات العالمية لتبني هذا المشروع الذي أرى أنه سيخدم البشرية في مجال الشعر ومن تلك العناصر تحديد القافية وأسماء القوافي وحروفها في الشعر العمودي. واختتم الدكتور الزهراني حديثه مؤكدًا على أن البرنامج يمكن الإفادة منه على المستوى الفردي والمؤسسي ويمكن استعماله في تحكيم المسابقات الدولية ويمكن استعماله في التعليم والتدريب وقد جمعنا بين الكتابة والصوت ليحقق جودة عالية في النتائج وسوف تُعرض فكرة هذا البرنامج والبراءة في المؤتمر الدولي الأول والذي سيقام برعاية مكتب اليونسكو في بيروت يوم 21 من شهر مارس المقبل وقد دعمت جامعة الملك فهد للبترول والمعادن حضوري هذا المؤتمر الذي سيقام تحت عنوان «اللغة العربية مسؤولية الجميع الفرد والمجتمع والحكومات».