بدأت في الولاياتالمتحدةالأمريكية الانتخابات الأولية للرئاسة، الديمقراطيون حزموا أمرهم واتفقوا على مرشحهم الأوحد الرئيس باراك أوباما، أما الجمهوريون فيخوضون صراع تكسير عظام، تستخدم فيه كل أدوات القتال الديمقراطي بما فيها النبش في ملفات المنافسين قديمها وحديثها كبيرها وصغيرها. مع بدء الانتخابات يبدأ أيضًا حراج التصريحات في سعي لكسب أصوات قوى مُؤثّرة يأتي في قمتها «الأيباك» المنظمة التي تُمثِّل الصوت اليهودي المخيف داخل أروقة السياسة والإعلام والمال والمجتمع الأمريكي. وبقدر الحضور اليهودي القوي في هذه الانتخابات بقدر خفوت الصوت العربي، وهو ما يدفع الحق العربي إلى الانزواء والباطل الإسرائيلي إلي التميّز. المرشح الجمهوري «ميت رومني» والذي حقق انتصارين متتالين في كل من ولايتي «أيوا» و«نيوهامشر» كأوّل مرشح يُحقِّق ذلك منذ زمن، له مواقف متصلبة وعنصرية تتضح في كل تصريحاته بما فيها شعار حملته الانتخابية.. «من أجل أمريكا». بعد فوزه في نيوهامشر الثلاثاء الماضي أطلق تصريحًا وكأنه أصبح المرشح الوحيد أمام الرئيس أوباما يقول فيه: «الرئيس أوباما يدعو إلي تغيير أمريكا ونحن ندعو إلي إعادة أمريكا»، وهو ما يعني ببساطة عودة الروح الإمبريالية التوسعية للسياسة الأمريكية تجاه العالم، بغض النظر عن أي اعتبارات ولو أدي ذلك إلى انتهاكات حقوق الآخرين، وتدمير كل ما يقف أمام الآلة السياسية والعسكرية الأمريكية الجبارة، كما حدث في فيتنام والعراق وأفغانستان. صحيح أن المغامرات الأمريكية وهيمنة الفكر التوسعي على السلوك الأمريكي لم يتوقف على الإطلاق وبخاصة في عالمينا العربي والإسلامي، إلا أن بعض الرؤساء الأمريكيين حدّوا إلى حدٍ ما من «الانفلات» من أمثال كينيدي وكارتر وبوش الأب وأوباما.. والخوف أن يتحقق حلم رومني وحينها يعود العالم إلى غابة فوضى كما كان أيام بوش الابن.