أظهر استطلاع جديد للرأي أجراه مركز «بيو» الأميركي للبحوث تراجع الاهتمام العربي والعالمي بالانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في 6 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، وكذلك إعجاب العالم العربي بالرئيس الأميركي باراك أوباما. وأشار المعهد إلى أن الاهتمام تراجع في كل بلدان العالم باستثناء الصين. وكشف أن المستفتين في أوروبا وآسيا وأميركا اللاتينية أبدوا ثقتهم بأوباما، بخلاف المستفتين في الصين والبلدان الإسلامية. ولفت المعهد إلى أنه على رغم امتداح الرئيس المصري محمد مرسي طريقة تعامل الرئيس الأميركي مع أزمات الشرق الأوسط، أبدى 11 من ألف مصري فقط شعورهم بالإحباط من تعامل أوباما مع مسائل الشرق الأوسط، خصوصاً الأزمة الإسرائيلية - الفلسطينية. إلى ذلك، أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند خلال مؤتمر صحافي في الأممالمتحدة تأثره بانتقاد رومني المتكرر أوروبا الاشتراكية في لقاءاته الانتخابية «لذا لن أؤيده». وقبل نحو 6 أسابيع من الاقتراع الرئاسي، واصل المرشح الجمهوري ميت رومني أمس جولته على متن باص في ولاية أوهايو (شمال)، والتي زارها للمرة الرابعة منذ المؤتمر العام للحزب الجمهوري الذي نصبه مرشحاً رسمياً في نهاية آب (أغسطس). ويعكس ذلك حاجة رومني الملحة للفوز في أوهايو، خصوصاً أن أي جمهوري لم ينتخب رئيساً من دون حسمها. وهي منحت جورج بوش الفوز عام 2004، فيما اعتبر جون كينيدي آخر رئيس ديموقراطي انتخب عام 1960 من دون الفوز في أوهايو. وقال ماك مارياني أستاذ العلوم السياسية في جامعة كسافيير في سينسيناتي: «إذا فاز الرئيس في أوهايو فسيكون من شبه المستحيل فوز رومني بالرئاسة». ويتقدم أوباما منذ شهور على رومني بفارق أكثر من 4 نقاط في هذه الولاية، لكن كبار مستشاري المرشح الجمهوري أكدوا أن استطلاعات الرأي التي تظهر تقدم أوباما لا تؤثر في الحملة. وقال المدير السياسي لحملته ريش بيسوم: «هذا سباق مفتوح». ولا يخفى إنفاق كلا المرشحين الديموقراطي والجمهوري ثروات طائلة لإقناع الوسطيين على التصويت له في أوهايو التي اكتسبت لقب ولاية «متأرجحة»، على غرار نحو عشر ولايات دأبت على تغيير مواقفها بين الديموقراطيين والجمهوريين في كل اقتراع رئاسي، وهي ترجح وحدها كفة النتيجة، وأحياناً بفارق لا يتجاوز آلاف الأصوات. وحتى الآن، انفق رومني وأوباما 125 مليون دولار في إعلانات تلفزيونية وإذاعية في أوهايو، فيما بلغ حجم إنفاقهما 129 مليون دولار في فلوريدا. وترى كاثي لانكفورد، المتقاعدة البالغة 62 من العمر في أوهايو، إن «هناك نقاط قوة وضعف لدى كل من أوباما ورومني، لذا لم أحسم أمري بين المرشحين». وزادت: «لست راضية من أداء أوباما في الأزمة الاقتصادية، إذ أن زوجي عاطل من العمل منذ سنتين. كما لا أثق برومني لإخراج البلاد من الأزمة، على رغم ماضيه كرجل أعمال». أما الضمان الصحي فيشكل أولوية بالنسبة لكاثي، لأن زوجها لا يملك تأميناً صحياً ويجب أن تنتظر بلوغ 65 سنة للإفادة من الضمان الصحي العام للمسنين «ميديكير»، وهو أقل ثمناً من بوليصة التأمين الخاصة التي تعتمدها اليوم. وينسب الكثير من السكان، خصوصاً الطبقة العاملة من البيض والنقابيين، للرئيس إنقاذه قطاع صناعة السيارات وخفضه معدل البطالة في الولاية إلى 7،2 في المئة في مقابل 8،1 في المئة على المستوى الوطني. ويقول بول بيك أستاذ العلوم السياسية في جامعة أوهايو العامة: «وسطيو الولاية لا يحبون فعلياً أوباما، كما لا يحبون رومني لأنه من نوع رجال الأعمال الذين قد ينقلون مراكز وظائفهم».