يبكي أحد أبناء جيلي، حياتنا قبل الثروة النفطية، كيف كانت.. ينقلها في صورة تعيدنا إلى زمن جميل، لن يتكرر.. حياة كان لها «مذاق حلو ونراها اليوم شيئاً ثميناً» يقول.. عندما كنت طفلاً، كنا نعيش في بيوت جيراننا، كما لو كانت بيوتنا. كنا نطبخ الطعام ونشارك في أكله. إذا ارتكبت خطأ ما أمام جاري فسوف يؤدبني، وسوف يشكره والدي على ذلك. كنا عائلة واحدة وأصدقاء. كنا مجتمعاً واحداً، ثم جاء المال، وجاءت السيارات فبدأنا الانتقال لخارج البلدة، واتخذ كل منا منزلاً محاطاً بجدار عالية. وجدنا أنفسنا منفصلين عن بعضنا البعض، أحسسنا بنوع من الفراغ يدب في أعماقنا. عندما نحتفل بالزواج كنا نزين بيوتنا وبيوت جيراننا والساحات المحيطة بنا، مما يجعل الفرح لكل سكان الحي. اليوم أصبحنا نستأجر صالة ما في فندق حديث. تعيدني هذه اللوحة لسنين لم يمر عليها وقت.. تؤكد أن كل شيء في حياتنا تغير، وبسرعة فائقة. الذين عاشوا ذلك الزمن لا يبكون اليوم تخلف ماضيهم، بل يبكون القيم التي فقدوها!!