إنه لايحمل هم أحد. لايحس بالآخرين .ماتت مشاعره تماما.لايتعذب لعذاب قريب! ولا يتألم لمصاب جار. ولا يجزع لتوجع مريض. ولا يبكي على فقد حبيب! لا شيء يهمه سوى نفسه هو أولا وبعده الطوفان، فإذا رأى إنساناً حساساً لامه على حساسيته واتهمه بالحمق والجنون!قائلا مالك ومصائب الناس، أنت مسؤول عن نفسك وحدك، كفاك متاعبك فلا تضاعفها بمتاعب الآخرين! اعتبر الشهامة تمرداً والصداقة تآمراً، والنخوة رجعية ، والتعاون بين أهل القرية الواحدة عصبية إقليمية! هو لا يفكر إلا في نفسه يختفي جاره، فلا يسأل عنه، يجوع صديقه، فلا يمد يده له بطعام! إذا رأى جريمة ترتكب أمامه أغمض عينيه وإذا سمع مظلوماً يستغيث به سد أذنيه، وإذا طلب منه أحد أن يشهد بكلمة الحق أطبق فمه!. انقطع مابين الناس من تراحم ومروءة وتصور كل واحد منهم أن النجاة في أن ينجو بنفسه، وإذا بالأيام تثبت لهم أنه لم ينج أحد وأننا كنا ضحايا . كل ما هنالك أن بعضنا يسبق الآخر إلى مقصلة الظلم ، وأن الصمت على ظلم إنسان واحد يشجع على ظلم أمّة بأسرها. يجب أن نعود إلى خلقنا الأصيل النبيل، أن نعلم أن الأنانية تؤدي إلى سعادة مؤقتة وإلى شقاء دائم، إلى نجاة محتملة وإلى هلاك مؤكد، أن نعلم أنه بقدر حبنا لبعضنا وتعاوننا مع بعضنا البعض، نصبح قوة يحسب لها ألف حساب. وأنه لولا تمزقنا وتفرقنا لما أصابنا ما أصابنا..أن نعلم أن عزلتنا عن جيراننا هي التي تفقدنا، الأمان في بيوتنا. وانه يوم نعود إلى الأخوة مع جيراننا إنما نحن نزيد عدد الذين يحرسون شققنا ويحمون حياتنا ويؤنسون وحدتنا. الذين يتوهمون أن عدم المبالاة بالناس هي التي تضمن لهم الحياة الرغدة مخطئون،. أشقى الناس هم الذين يعيشون وحدهم. السعادة الحقيقية لا تدق أبواب الأنانيين، إنها تكره الوحدة. ابدأ من الآن تذكر الذين نسيتهم ..تفقدهم!! جرب أن تحس ببعض الناس فسوف يحس بك كل الناسّ! الذين لايهتمون بأحد ..لايهتم بهم أحد..... لن أزيد على هذه الكلمات النبيلات للكاتب مصطفى أمين.. سوى أن مجتمعنا السعودي ولله الحمد مازال فيه الخير ومازالت الإنسانية والاخوة والنخوة والمحبة والشرف تظلله..مقارنة بغيره من المجتمعات الأخرى.. وعندما قرأت هذه العبارات الأليمات حمدت الله أنني أعيش في مجتمع المروءة والشهامة..بارك الله في رجال السعودية ونسائها.... صحيح هناك حالات فردية نراها رأي العين وتدمي القلوب ولكن (الدنيا لسا بخير)....وياقلب لاتحزن. آخر الجداول يوم ضاقت قلت وينك يالفرج؟! قال: حيت ... وشفت حولك ألف صاحب. وخفت أسبب لك حرج! ارتكيت بس وين اللي يشيل الحمل وينه؟ وين ذاك اللي ذخرته للظما قطرات وينه؟ وين أبو الفزعات عني ؟ ماقدرت ألقاه وينه؟ يحسب إني مت هم!! ولا درى إني حي.. لكن مت من خنقة يدينه!! ارتكيت ... وأثر ظلي مايمون!! وأثرني كومة طعون!! من غلاة أصحابها.. ما قدرت أقول آآآخ... (صالح الشادي)