قال الضَمِير المُتَكَلّم : من أشهر المقاطع الطريفة الآن على مواقع التواصل الاجتماعي الإلكتروني ؛ مقطع لمواطن مصري خفيف الظّل ، اتصل قبل أيام بأحد البرامج الحوارية المباشرة الرصينة على قناة النيل الثقافية ، وكان البرنامج يناقش آخر مستجدات ( ثورة 25 يناير المصرية ) !! بدأ المواطن مداخلته بجِدّية قائلاً : ( مصر لا تستحق منا كل ما يحدث ) ؛ ولكنه فجأة خاطب أولاده طالباً منهم ( لَمّ « جَمْع « الغَسِيل من البلكونة ؛ بسبب الأحوال الجوية ؛ فالدنيا سوف تُمْطِر ) ؛ وبرّر طلبه الغريب بأن أولاده قافلين التلفونات ، وهو يعرف أنهم يتابعون هذا البرنامج ويسمعونه الآن ) !! ومع نهاية هذا المقطع الكوميدي ؛ ولأن نفسي كما تعرفون أَمّارة بالسوء ، وكثيراً ما فاجأتني بتشبيهات وروابط غريبة بين الأحداث ؛ فقد وسوست لي ب : ( النّشر الحِسّي للملابس ، ثم لَمّها أو جمعها مفيد ؛ ولكن نَشر بعض مؤسساتنا لتجاوزاتها على الملأ عِيْب وشَقّ جِيْب ؛ ومجاهَرة بالخطأ !! وهنا خَاطَبْتُ تلك النفس : على رسلك يا آنِسَة ما هذه الأوصاف والاتهامات التي تُلقينها بغير قرائن أو بَيّنَات ؛ أريد شواهد سريعة وحاضرة !! قَهْقَهت تلك النفس بضحكة مدوية ، ثمّ تجرعت شيئاً من شرابٍ حلال ؛ قائلة : طلبتَ سَهلاً والأمثلة فيه بحراً ؛ خذ بعضاً من قِطع غَسِيْل بعض المؤسسات الحكومية الذي نُشر خلال هذه الأيام : الخدمة المدنية مع وزارة الصحة تعلنان قبل أسبوع عن قائمة بتعيينات جديدة لحملة الكليات والدبلومات الصحية ؛ ثم يتضح أن بعض الأسماء على رأس العمل في الصحة من العام الماضي ، وأيضاً هناك أسماء تكررت في القائمة نفسها ؛ فهل هذا خطأ عفوي أم خِداع والتفاف على القرارات ، ( يا هؤلاء أرجوكم تكفون لُمّوا الغَسِيل ) !! شاهد آخَر : القائمون على ( حافِز ) وضعوا الشروط والتعقيدات التي حرمت الكثير من المستحقين والمستحقات ، ثم بعد ذلك ينفقون عشرات الآلاف من الريالات في إعلان ملون من صفحتين في الصحف المحلية ليفتخروا بعملهم ، ويُقَدّموا التّشَكُّرَات ؛ فهلا منحوا قيمة الإعلانات لبعض المحرومين والمحرومات ؛ ( يا هؤلاء أرجوكم لُمّوا الغَسِيل ) !! أرادت نفسي الأمارة بالسوء المواصلة ؛ فلديها قائمة طويلة من حَبل الغَسِيْل ؛ ولكني رجوتها ، ثم نهرتها ، كفاية ( لِمّي الغَسِيل ) ! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة . تويتر : @aaljamili