قال الضَمِير المُتَكَلّم: قبل يومين نشرت وسائل الإعلام إحصائية عن عدد المدخنين في السعودية حيث تجاوز (6 ملايين مُدَخّن)!! وحقيقة وصراحة من العجيب والغريب أن تكون تلك الأرقام الكبيرة في مجتمع ارتفع مستوى تعليم أفراده وثقافتهم، وأدرك دون شك أن مِن المُسَلّمات الأضرار الكبيرة والخطيرة للتدخين صحيًّا ونفسيًّا واجتماعيًّا واقتصاديًّا!! ولكن الأغرب واللافت للنظر في تلك الإحصائية أن ضمن (الملايين الستة) التي تمارس عادة شُرب الدخان أو التّبغ، أو "التّتِن" كما يُسَمّى سابقًا؛ أكثر من (مليون امرأة مدخنة)؛ فعلاً رقم مخيف وصَادم!! فبعيدًا عن مُسَلّمة ضرر التدخين وخطورته على المرأة نفسها؛ فماذا تَفعل أو تقول وهي القدوة الأولى في بيتها ولأولادها؟! ماذا تقول لأبنائها وزوجها وهي المدرّسة التي إن أعددتها أعددت شعبًا طيب الأعراق؟! ثم المرأة ذلك الكائن اللطيف والجميل والرقيق، لا يناسبه أن يَحرق شفتيه بالنار!! والمرأة ذلك المخلوق زكي الرائحة، لا يليق به أن يستبدل بقارورة العِطر رائحة السِيجار! يا الربع الرقم (مليون مدخنة في السعودية)، وأكثرهنّ من الشابات فاجعة تطرح أسئلة؛ كيف انتشر التدخين بين النساء في مجتمع محافظ؟! هل السبب غياب الرقابة الأسرية؟! أم البطالة والفراغ؟! أم خروج المرأة للعمل؟! أم البحث عن المساواة بالرجل؟! أم العلة في تقليد ما يشاهد من الممثلات في المسلسلات والأفلام؟! أم هو بفعل الشات والنّت؟! أسئلة يملك الإجابة عنها المتخصصون؛ فالموضوع يا جماعة كبير؛ ومعه نحتاج إلى مشروع وطني لمحاربة التدخين عمومًا؛ ولكن بعيدًا عن الأساليب السطحية، والمنشورات والمحاضرات التقليدية؛ فلابد من برامج عصرية تدرك الأسباب، وتضع العلاج بوسائل فعّالة ممكنة التطبيق. وأخيرًا ألا ترون أن صورة امرأة تُدخن (السيجارة)، أو تُمَزمز الشيشة، من المناظر المقززة والقبيحة؟! وجهة نظر خاصة: الفتاة التي تفعَل ذلك حقها (كَرْت أحمر) من عالَم النساء!! ألقاكم بخير، والضمائر متكلّمة. فاكس: 048427595 [email protected]