قال الضَمِير المُتَكَلّم: أعزائي قام (الضمير الوطني) بإنتاج مُسَلسَل طويل لم يخترع حلقاته مؤلف مكسيكي أو تركي، بل رسمتها وكتبت السِيناريو فيها (نبضات مواطن غلبان بسيط) كان ضحية للفساد الإداري، كان فريسة للهَامُور ؛ والآن استعدوا لأولى الحلقات: ( 1 ) (مواطن بسيط): سنوات طويلة وأنا أعاني وفِراخِي الصِّغار؛ فلا أرض ولا سكن، سِياط الإيجار تجلدني صباح مساء، ونيرانها تلتهم نصف راتبي البسيط، أسكن هذا المنزل، وأطرد من ذاك! بكل براءة تسألني (بُنيّتِي الصغيرة): بابا لماذا يطردوننا؟ بابا لماذا لا يكون لنا بيت لا يطردنا منه أحد؟! احتضنتها، اغْرَورقَت عيناي بدموعي، آهٍ صمت، قمت؛ قررت أن أُقََدِّم غداً على البلدية طالباً الأرض؛ فتلك أولى الخطوات! ( 2 ) ذهبت متحمساً، وكان جواب الموظف: (باب التقديم مغلق) راجعنا بعد شهر، مضت شهور، ثم فُتِحت نافذة التقديم، شروط كثيرة وتعبئة استمارات، توقيع على إقرارات، المهم (أنهيت الإجراءات)، سألتهم متى استلم الأرض، ضحك الموظف ضحكة صفراء فاقعا لونها تسوء الناظرين، انتظر الإعلان، تابع الصحف!! ذهبت أكثر من خمسة عشر عاماً وأنا انتظر؛ حتى جاء ابن ابنتي الصغيرة التي أصبحت كبيرة قائلاً: يا جدي متى يكون عندك بيت؟! انتفضت أسرعت للبلدية، قالوا مبروك: خرجت أرضك، فرحت قفزت، وبعدها صُدمت، فالأرض تبعد عن المدينة سبعين كيلاً في صحراء قاحلة!! فقد جاءني ولَد لكنه مَات؛ صرخت، استغثت، ولكن لا مجيب!! ( 3 ) سمعت أن (ابني هامور) قد حصلا على أراض داخل “مدينة” وأحدهما في عمر ابنتي، والآخَر في سِن حفيدي؛ فقررت أن أذهب إليه لأسأله عن الوسيلة! اقتربت من منزله الشامخ، لماذا يريد الأرض؟! طرقت الباب، فتح السائق أو الخَادم، السيارات الفاخرة تملأ المكان، انتظرته في المجلس، حضر سلمت على يديه الناعمتين! لا أطيل، وصَفْت له حالي، سألته كيف حصل هو وأبناؤه سريعاً على قِطع أراض في امتداد طريق هام ورئيسي، قيمة الواحدة منها لا تقل عن مليون ريال؟!، بينما أنا انتظرت سنوات وكان نصيبي في أرض قاحلة! أخرج ضحكة مدوية، وقهقهةً مجلجلة! وقال: ياراجل، الناس مقامات، والهَامور غير العُصْفَور، أما الآن فاخرج من هنا ولا تتطاول علينا يا عصفور! ( 4 ) شارة النهاية: خرج العصفور المقهور يسحب قدميه فلا مال ولا واسطة!! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة. فاكس: 048427595 [email protected]