نتفق ونختلف مع البعض، ولا غرابة في ذلك، فهكذا الحياة جميلة باختلاف وتفاوت الألوان وتعدد الرؤى والمشارب والأفكار. والهجوم المؤدلج الممنهج ضد (الإخوان المسلمون) جزء من فلسفة هذا البعض، وذلك شأنهم. وهم أحرار تماماً. لكن من المؤلم جداً بلوغ هذا النهج درجة متقدمة تصل حد إلصاق تهمة التخلف والرجعية بأولئك الذين يفتتحون حديثهم بالبسملة! اقرأوا إن شئتم مقالة الكاتب الشرق أوسطي هاشم صالح (19 نوفمبر) المعنونة (شبح الإخوان يخيّم على العرب)، الذي يتباكى فيه على مصير الثورات العربية التي سيقتطف ثمارها (حسب رأيه) الإخوان المسلمون بدءا بتونس وانتهاء باليمن. يقول هاشم صالح (وأترك للقارئ الحكم) عن (السلاح) الذي يستخدمه الإخوان في أي مناظرة تلفزيونية (يكفي أن يفتتح ممثل "الإخوان" الأصوليين كلامه بعبارة "بسم الله الرحمن الرحيم" حتى يغلبك فوراً. أما أنت "يعني الليبرالي" فلا تفتتح كلامك بها عادة خشية أن يُقال عنك إنك متخلف أو رجعي! إنهم يستخدمون نفس المعجم اللفظي الديني الذي يفهمه عامة الشعب ويقدسونه منذ مئات السنين..). كلام ينضح بحقد لا معنى له، وبصفاقة لا حدود لها.. كلام يؤكد نفي الدكتور/ عبدالله الغذامي وجود ليبرالي سعودي بالمعنى الحقيقي للفظ، لأن لا أحد في هذه البلاد يمانع في بدء كلامه بالبسملة وحمد الله وثنائه والصلاة على رسوله الكريم. وهو كلام يدين الليبرالية العربية الأصولية لأنها تعيش في عالم من الأوهام وتقتات على أضغاث أحلام، فهم حسب هاشم صالح (يتبجحون بالليبرالية والعلمانية!) وهم (يتعالون) على الشعب و(يتلهّون باستعراض نظريات فلسفية عويصة لا يفهمونها هم بالذات). كلام أشبه بالألغاز وأقرب إلى (التهجيص).. كلام فعلاً لا يفهمه الشعب المؤمن المتوضئ الذي يبدأ يومه بالبسملة كما يبدأ بها صلاته وسعيه وحتى تناول طعامه وشرابه. ولذا فلا أجمل من أن نقول للسيد هاشم صالح ما قاله الله عز وجل للسابقين الأوائل من المغيوظين المكابرين: (قل موتوا بغيظكم)، وأخرى ناعمة هادئة: (صناديق الاقتراع بين الإخوان وبينكم) أيها المترفعون عن البسملة، والمتدثرون بالليبرالية والمسخرة والمهزلة. ليه بس كده يا جماعة؟!!