* ظاهرة غريبة تغزو وسطنا الرياضي هذه الأيام بشكل ملحوظ تتمثل في عملية الهجرة لنجوم كبار حفروا أسماءهم ونقشوها بحروف من ذهب في سجلات تاريخ أنديتهم التي ترعرع بعضهم فيها منذ نعومة أظفاره. ياسر القحطاني، مالك معاذ، سعد الحارثي، أسامة هوساوي ومحمد نور هذه الأسماء وغيرها قررت الرحيل هكذا فجأة وبلغتنا العامية هجّوا من أنديتهم هرباً من الضغوطات الجماهيرية والإعلامية المفروضة عليهم دون غيرهم عطفاً على نجوميتهم ولي وقفة مع كل واحد منهم على حدة. سأبدأ بالقنّاص الذي فقد قوسه وسهامه بعد أن كان من الفرسان الرماة البارعين لكنه قرر الاستراحة وليته لم يفعل فقد طالت فترة الراحة والنقاهة ليجد نفسه محاصراً من جميع الاتجاهات لتأتي صفقة العين الإماراتي في الوقت المناسب وتفتح له بوابة الخروج من الأزمة لنشاهده اليوم يخرج القوس والسهم من جديد. أما صديقي شبيه الريح فقد أشبعته نقداً وتحليلاً في مقال سابق تزامن مع رحيله لكنني أودّ أن أضيف أن مالك معاذ قد قضى على نجوميته بنفسه ورغم محاولاته للعودة إلا أنه حتى الآن لم يجد مفتاح تلك البوابة الذهبية التي دخلها في 2007 والسبب أنه ما زال غير قادر على العثور على هويته المفقودة التي أشك أنه سيجدها يوماً من الأيام. الأمر ذاته ينطبق على نجم الساعة سعد الحارثي الذي تناولته بالتفصيل في مقالي الماضي لكنني يجب أن أعترف أن توقيع الحارثي للهلال كان بغرض الانتقام وتصفية الحسابات مع من جعلوا من سعد الحارثي النجم الذابح أسطورة عفا عليها الزمن. وعندما نتحدث عن صخرة الدفاع السعودية أسامة هوساوي نجده يفكر بمنطقية وواقعية قلّما نجدها في عقليات لاعبينا، فمنطقه يقول: إنه قد حان وقت احترافي الخارجي وأنا في أوج عطاءاتي فهل أنتظر حتى يضيع كل ما بنيته في سنوات خلال لحظات؟! أما صديقنا نور رمانة العميد وجوهرته فلا أعتقد أنه قادر على أن يخيب آمال جماهيره العاشقة التي تهتف لأجله ولا أعتقد أن رجلاً حكيماً بقامة الرئيس الاتحادي محمد بن داخل سيفرّط في أفضل لاعب أنجبته ملاعبنا منذ سنوات وأنا واثق تماماً أن نور سيبقى ولن ينضم إلى قائمة المهاجرين. * يقترب فريق الأنصار من تحقيق رقم قياسي بعدم تحقيق أي نقطة خلال الدور الأول من الدوري لكنه سيوضع في موسوعة جينيس للأرقام القياسية فيما لو أنهى الدوري خالي الوفاض من أي نقاط والحقيقة تقول: إن الأنصار لم يدرك الفرق بين دوري الدرجة الأولى ودوري المحترفين.