تحفل رياضتنا السعودية بإثارة كبيرة جراء التنافس الكبير بين أنديتنا التي تقدم منافساتها بطابع حماسي كبير، وهذا ما جعل دورينا محط الأنظار وتهافت الكثير من القنوات الفضائية العربية، التي تجد أن أي برنامج رياضي يقدم من خلالها عن الدوري السعودي يحظى بأعلى نسبة مشاهدة، وفي خضم الأحداث المتلاحقة في منافساتنا المحلية، بدأت رحلة انتقال النجوم تأخذ الحيز الأكبر من الاهتمام الجماهيري والإعلامي، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ويبحث الجميع له عن إجابة، هل من المعقول أن يرحل الجمهور برحيل نجومه المفضلين من أنديتهم؟ وهل أصبحنا أمام ظاهرة الانتماء للنجوم على حساب الكيانات؟، ولماذا تنامت هذه الظاهرة في الآونة الأخيرة!، ولماذا أصبحت شريحة عريضة من الجماهير ترددها دون أية اعتبارات؟، «عكاظ» طرحت ظاهرة رحيل الجمهور عن أنديتها بمجرد رحيل نجومها أمام شريحة من الجمهور الرياضي وخرجت بهذه المحصلة: دخلاء لا مشجعون المشجع الاتحادي علي سلمان رفض هذه الفكرة إطلاقا، ووصف أن من يرحل عن تشجيع ناديه برحيل نجمه المفضل يعتبر دخيلا على المجال الرياضي، فمسألة انتقالات اللاعبين طبيعية على مستوى أكبر الدوريات في العالم وهذا هو الوجه الحقيقي لكرة القدم المحترفة بشكل مثالي، ولكن قد أغضب على رحيل نجم كبير من فريقي، لأن رحيل أي نجم يعتبر خسارة فنية للفريق ، ولكن أن أرحل إلى تشجيع النادي الذي ينتقل له نجمي المفضل وترك تشجيع فريقي المفضل، فهذا الأمر من سابع المستحيلات فأنا أعشق الكيان ومستحيل أن أتخلى عن هذا العشق الأبدي حتى لو أنتقل جميع اللاعبين منه. تأثير رحيل النجم من جانبه، يرى المشجع الاتحادي ماجد السهلي أن رحيل أي من نجوم الاتحاد يؤثر كثيرا في حرصه على متابعة الاتحاد، وأكد أنه في حال رحيل قائد النمور محمد نور فهناك الكثير من الجمهور الاتحادي سيترك تشجيع الاتحاد، فمن الصعب أن نشاهد محمد نور يلعب بغير شعار العميد، فهذا النجم منذ سنوات ونحن نستمتع بما يقدمه على المستطيل الأخضر وما حققه للعميد من بطولات وإنجازات لذلك ستتأثر شعبية الاتحاد برحيله، وهذا الأمر يعتبر كارثة لنا نحن محبي هذا اللاعب الذي لقب بالقوة العاشرة، نظير ما قدمه طوال سنواته الماضية مع الفريق الاتحادي. لا أتخيل العزوف المشجع الأهلاوي زياد حمدان قال: للأسف هناك عدد كبير من الجماهير تتأثر برحيل نجومها، بل إن هذه الفئة من الجمهور عزفت عن حضور مباريات فريقها وأصبحت تكتفي بالمتابعة من المنزل، بينما أنا أعتقد أن الكيان هو الأساس بينما هؤلاء النجوم يقومون بخدمة هذا الكيان، ولولا هذا الكيان لما عرفنا هؤلاء النجوم، فمن الصعب أن أترك قلعة الكؤوس حتى في حال رحل منه كل النجوم، والشواهد في الأهلي كثيرة فقد رحل خالد مسعد، وخالد قهوجي وإبراهيم سويد، وحسين عبد الغني والعديد من النجوم، ولكن لم أفكر مجرد التفكير في تشجيع الأندية التي انتقلوا لها لأننا في عصر الاحتراف وعلينا كجمهور أن نتعامل باحترافية في تشجيعنا بعيدا عن التعصب الأعمى. عبدالغني أبعدني من جانبه، أكد المشجع الأهلاوي عبدالله حميد أنه عزف بشكل كبير عن حضور مباريات الأهلي بعد رحيل حسين عبدالغني، حيث إنه أجهش بالبكاء بعد رحيله للنصر وإنه من أشد المحبين لهذا النجم وإن اهتمامه بالأهلي وتشجيعه قل بشكل كبير وقال: النجوم هم من جعلونا نعشق الأندية فانظر كيف أصبحنا نتابع برشلونة ونعشق هذا الفريق الكتالوني كل ذلك كان بسبب النجوم الذين يمثلون هذا الفريق، ولولا هؤلاء النجوم لما عرفنا برشلونة. المشجع النصراوي ياسر حامد رفض فكرة تشجيع أي فريق ينتقل له أي لاعب من نجوم النصر مهما كان حجم ذلك النجم، فمسألة انتقال النجوم أصبحت عادية جدا ولا يصاحبها ضجيج كبير، فنحن في عصر احتراف وأي لاعب يبحث عن العرض الأفضل، فلا مكان للمجاملات التي لا طائل منها، فكل لاعب يبحث عن أعلى عقد ومن يدفع أكثر بكل تأكيد سيظفر بخدماته فلم يعد هناك ما يسمى ابن النادي فهذا مصطلح أصبح قديما جدا. حزن لانتقال الحارثي المشجع النصراوي عبدالله حميد أكد أنه حزين جدا على رحيل نجم الفريق سعد الحارثي للمنافس التقليدي الهلال، وتابع لم أكن أتوقع أن أشاهد نجمي المفضل سعد الذابح يرتدي شعار الهلال فقد كان خبر انتقاله كالصاعقة نزلت علي، فقد تألمت كثيرا فهذا هو نجمي الأول فأنا عشقت النصر بسبب هذا النجم الكبير، ومن الصعب أن يكون حبي للنصر مثل السابق، فقد خسر النصر أفضل نجومه لذلك لن أذهب لمشاهدة النصر من المدرجات وسأكتفي بمشاهدته من التلفاز فقط. من جهته، يرى المشجع الهلالي ماجد المحمدي أن هناك عددا كبيرا من الجمهور يتأثر برحيل نجومهم المفضلين من أنديتهم، وهذا للأسف أصبح الجميع يشاهده حتى على المستوى الإعلامي، نشاهد تحولا كبيرا في الطرح بعد انتقال النجوم ولكن من الصعب أن أترك تشجيع زعيم الكرة السعودية من أجل رحيل أي لاعب مهما كان حجمه، فنحن نعشق الكيان وليس النجوم، وهذا ما جعل كل لاعب يتمنى أن يمثل الهلال. لا تفرطوا بهؤلاء المشجع الهلالي سامي الحربي قال من الصعب أن أشاهد أسامة هوساوي أو محمد الشلهوب أو أحمد الفريدي خارج أسوار الزعيم، فهؤلاء النجوم هم من يحفز الجمهور للحضور للملعب من أجل مشاهدة ما يقدمونه من مستويات تجبرك على الهتاف والتصفيق لما يقدمونه من لمحات ولمسات فنية عالية، وأطالب إدارة الهلال بعدم التفريط بقائد الفريق أسامة هوساوي والكابتن أحمد الفريدي فمن الصعب أن أشاهدهما بغير شعار الزعيم، وسأبتعد عن حضور مباريات الهلال لو انتقل هؤلاء النجوم الذين يمتعونك بأدائهم الرائع. ويرى المشجع الشبابي محمد علي أن فريقه دليل كبير على أن النجوم هم من يجعلون الجمهور يحضر ويدعم الفريق ففريقه كان رقما ثابتا في جميع البطولات المحلية والقارية، عندما كان يعج بالنجوم أمثال اللاعبين سعيد العويران، وفهد المهلل، ومرزوق العتيبي، فقد تزايدت في تلك الفترة قاعدة الشباب الجماهيرية، ولكن بعد رحيل أغلب تلك النجوم شاهدنا كيف أصبح الجمهور الشبابي الذي يحضر المباريات قل بشكل كبير، فأي مشجع يرغب أن يكون فريقه مليئا بالنجوم من أجل الاستمتاع بهذا الفريق، وها هو فريق الشباب في الوقت الحالي عندما قام بجلب النجوم شاهدنا كيف أن الجمهور الشبابي عاد للمدرجات من جديد.