أيها المرض اللعين توقف وابتعد، فهنا أطفال في عمر الزهور يريدون الحياة. نداء يتردد في جنبات مركز الأورام التابع لمدينة الملك عبدالله الطبية بجدة حيث يعالج 16 طفلاً من مرض السرطان. وبين الحزن والفرح، و الأمل والرجاء عاشت "المدينة" سويعات كانت صعبة قبل أن يختصرها الصغار إلى لحظة أمل. نايف نور هو أصغر طفل مصاب بالسرطان في منطقة مكةالمكرمة (11 شهرًا)، فلم يكد أهله يفرحون بقدومه إلى الدنيا حتى فوجئوا بإصابته بسرطان الدم (اللوكيميا) ليسلموا أمرهم إلى الله راضين بقضائه وقدره. تقول والدته والألم في عينيها:"نحمد الله على كل حال، وأملنا في شفاء نايف كبير، حيث يتلقى العلاج في المركز منذ عدة أشهر". في هذه الأثناء كانت طفلة أخرى تصول وتجول في غرفة الألعاب بحثًا عن عروستها (الدمية)، ظننا أنها جاءت مع أهلها لزيارة مريض آخر قبل أن نتأكد من أنها قماشة كراري (7 سنوات)، وقد نزعت لباس السرطان عن جسدها النحيل. أما محمد حسن الصمداني - 13 عامًا - فيلفت نظرك بابتسامته الدائمة، وهو لا يدري ما الذي حلّ به، قال وهو يشير إلى رأسه:" فقط كان عندي ألم في رأسي والآن أنا بخير".. من جهتها قالت المدير الطبي لمركز الأورام والسرطان بجدة الدكتورة حسنة الغامدي: "لدينا برنامج اسمه (تحقيق أمنية) يتولى توفير أي شيء يطلبه الطفل المريض سواء حضور شخصية أو شراء هدية معينة"، مشيرة إلى أن "أحدهم طلب إحضار أحد اللاعبين المشهورين في نادي الاتحاد فلبينا طلبه، وآخر طلب شراء جهاز البلاي ستيشن فقمنا بشرائه".