أكد عدد من المفكرين والعملماء والدعاة إلى الله تعالى على القدرة الحكيمة لقيادة المملكة العربية السعودية في الخروج بالحج إلى بر السلامة والأمان، على الرغم من الظروف الدولية والأحداث الجارية في المنطقة العربية، وتحقيقها للنجاح الباهر المنقطع النظير. بداية أرجع سماحة المفتي العام الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ نجاح موسم حج هذا العام في صورة إسلامية ناصعة، من خلال المبادئ السامية بعد فضل الله ومنته رغم وجود بعض الدواعي التي كان من المتوقع أن تثير الخلافات بين الحجاج، وبعض القضايا التي تختلف حولها وجهات النظر، والمشاكل السياسية التي حصلت في بعض البلدان التي اضطربت فيها الأحوال، وثارت فيها الفتن، ونشب القتال بين أبنائها، وانعدم بسببها الأمن، واختل النظام العام، وغيرها من المفاسد والمشاكل الكثيرة التي حصلت في تلك البلدان كما لا يخفى على كثير منا، إلى ما جاءت به الإشارة إلى تلك الصورة الناصعة لحج هذا العام، وتحقيق النجاح الكامل في كلمة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، رئيس لجنة الحج العليا، صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود، عندما نوّه بنجاح حج هذا العام بفضل الله تعالى، وأشاد بالجهود الكريمة، والسياسة الرشيدة لحكومة خادم الحرمين الشريفين، مشيدًا سماحته بما قاله حفظه الله ورعاه: (نحمد الله أولًا على ما منَّ علينا به من نجاح حج هذا العام بشكل متكامل، وقد يكون من أفضل المواسم التي مرت على فريضة الحج، وإن كان ولله الحمد العام الماضي وما قبله كان بمستوى جيد، ولكن تغير الظروف الدولية وفي منطقتنا كان متوقعًا من الآخرين أن يستغلوا مناسبة الحج لعمل بعض الفوضى، ولكن الحمد لله لم يحصل ذلك). مقومات النجاح لحج آمن أرجع رئيس المجلس الأعلى للقضاء وإمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن حميد نجاح المملكة في إخراج موسم الحج بصورته الانسيابية المشرقة بالمحافظة على أمن الحجيج وراحتهم في الوقت الذي يمر فيه العالم بفتن كثيرة وأحداث واضطرابات إلى فضل الله وتوفيقه، ثم إلى توفيق الله لقادة هذه البلاد ومسؤوليها وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود ووزير الداخلية ورئيس لجنة الحج العليا حفظه الله وجميع الوزراء والمسؤولين والقائمين على الحج من مدنيين وعسكريين، لافتًا إلى أن بلدًا حرص على أمن الحجيج وراحتهم لاشك أن ييسر الله له مراده ويعينه عليه وذاك ما يراه العالم بعين الرضا ولله الحمد فالمملكة في موسم الحج كل عام، حيث المشاريع الجبارة والأعين الساهرة والعمل الدؤوب والمشرف لخدمة الحجيج والمحافظة على أمنهم. وقال الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلي: إن هذا الموسم قد شهد زيادة في أعداد الحجاج على نحو عزّ نظيره، لكن السلطات السعودية تمكنت بفضل الله وتوفيقه من أن تكلل هذا الموسم بالنجاح الكبير، وأن يمر في أجواء ملؤها الأمن والسكينة، وجاء هذا الموسم الذي شهد أكثر من ثلاثة ملايين حاج يؤدون الفريضة في أيام معدودات وفي مساحة محدودة من الأرض، خير شاهد على حرص المملكة قيادة وشعبا ونجاحها الباهر في ضمان سلامة الحجاج، في ظل الأجواء التي تشهدها في بعض الدول الإسلامية، وأضاف أوغلي على أن هؤلاء جاؤوا للحج وإن صرف أنظارهم لما جاؤوا من أجله والتفرغ لأداء النسك والعبادة عملية هامة، مضيفًا بأنه إذ نجح الحجاج في أداء مناسكهم على أكمل وجه وفي أحسن صورة، نجحت المملكة العربية السعودية قيادة وشعبًا في تحقيق موسم من أنجح المواسم، وذلك بحسن التعامل مع الحجاج بالعدالة والمساواة بين جميع الجنسيات وعدم الإضرار بأي منهم، وفي ظل تكامل الخدمات التي نالت رضا الجميع. وجاء تأمين الموسم رغم التوقعات التي كانت تشير إلى استغلال البعض مناسبة الحج لعمل بعض الفوضى، حيث أثبت الحجاج أنفسهم احترامهم للفريضة العظيمة دون أي اعتبارات أخرى. وقد أكدت الأحداث المتعاقبة التي وقعت في أجزاء من العالم الإسلامي أهمية الالتزام بالحكم الرشيد وسيادة القانون والعناية بحقوق الإنسان. النأي بالحج عن السياسة من جهته أكد نائب رئيس لجنة الدعوة في إفريقيا الدكتور إبراهيم أبو عباءة بأن موسم الحج هذا العام كان ناجحًا بكل المقاييس بشهادة الجميع سواءً من أدى الشعيرة منهم أم من تابع نقل الحدث عبر وسائل الإعلام فقد كان نجاحاً باهراً رغم كثرة أعداد الحجيج وسرعة تنقلهم وقلة مكثهم في المشاعر، فمدينة تقوم لساعات وسكانها يزيدون على ثلاثة ملايين، وأخرى تقوم ليوم واحد يجتمع فيها كل الحجيج، وأفواج تتحرك ماشية وراجلة، كل هذا يتم بسلاسة ويسر في جو من الطمأنينة والسكينة، تحفهم عناية الله وتحوطهم رعايته يقف وراء ذلك توفيق الله عز وجل أولاً ثم تلك الجهود العظيمة والإمكانات الهائلة والطاقات المبذولة من قِبل حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز التي سخّرت كل إمكاناتها من أجل راحة الحجيج وجعل رحلة الحج رحلة آمنةً يعود منها الحاج بحجٍ مبرور وسعي مشكور. أمن الحج والجهود الشاقة. فيما قال المدير التنفيذي للملتقى العالمي للعلماء والمفكرين المسلمين الدكتور سعد بن علي الشهراني: لقد مرّ موسم الحج بسلام وأمان والحمد لله، ودون أن تضطرب الأوضاع أو يختل الأمن، رغم أن المنطقة من حولنا تموج بأحداث واضطرابات جسام، وتوقعات بأعمال تخريب وإفساد في الحج، وهذا من لطف الله سبحانه بعباده الذين قدموا إلى البيت العتيق استجابة لأمر الله سبحانه، ولكن هذا الأمن الذي أمر الله بتحقيقه في قوله عن البيت العتيق: (ومن دخله كان آمنًا) إنما يتحقق بأيدي وأعمال رجال مخلصين، يبذلون الغالي والنفيس، وينفقون الوقت الطويل من أجل تحقيق الأمان والسلام لكل حاج، ومن هنا نقدّر أشد التقدير، الدور الذي بذلته وزارة الداخلية بكافة أجهزتها الأمنية في تحقيق الأمن والأمان لحجاج بيت الله سبحانه، الذين قدّموا من بلدان مختلفة اللغات والألوان والثقافات، إلا أنهم تساووا جميعًا في لقب «حاج»، وانتموا جميعاً إلى ملة الإسلام، فاستحقوا جميعاً أن يعيشوا أيام حجهم في هناء ورخاء وأمان.