الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه على ما أنعم به من توفيق وسداد في نجاح موسم الحج بهذا المستوى غير المسبوق فقد تكامل التخطيط مع الاستعداد والتنفيذ لترجمة توجيهات القيادة الرشيدة حفظها الله، وتطبيق الخطة العامة للحج عبر كافة الوزارات والأجهزة الحكومية والأهلية ذات الصلة، والمهم في هذا أيضا دقة في التنفيذ بالتوازي مع المتابعة والمراقبة أولاً بأول، وهذه النتائج من النجاح أثلجت ولله الحمد أفئدة الجميع قيادة وشعبا في هذا الوطن المعطاء وقلوب أبناء الأمة على امتدادها في مشارق الأرض ومغاربها. والنجاح المثالي الذي تحقق بفضل الله ثم بالجهود المخلصة والكبيرة من حكومة خادم الحرمين الشريفين، يمكن قراءتها عبر مستويين أساسيين هما الاستعدادات التي سبقت الموسم من خطط عادة ما تأخذ في اعتبارها خلاصة تقييم تجارب ونتائج مواسم الحج السابقة والتي تمثل رصيدا هائلا ومتراكما من الخبرة، وفي نفس الوقت تأخذ الخطة الجديدة بالعوامل المستجدة على ضوء التنظيمات المستهدفة والمشاريع الجديدة، فقد شهدت منطقة المشاعر المقدسة في موسم حج هذا العام العديد من المشاريع الحيوية والتي اكتمل إنجازها وفي مقدمة ذلك تشغيل جزئياً دون الانتظار إلى انتهاء كامل المشروع. فحقق التشغيل أكثر من هدف في وقت واحد وأهمها التخفيض الهائل في أعداد السيارات من طرق المشاعر المقدسة بين عرفة ومزدلفة ومنى والمستهدف الاستغناء عن آلاف السيارات، والهدف الثاني الهام هو اختصار زمن نقل الحجاج من ساعات إلى دقائق معدودة بعد أن كان الزحام والتلبك المروري حالة مزمنة ومستعصية في الأعوام السابقة وعلى امتداد سنوات طويلة فتكامل دور القطار مع نجاح مراحل الرحالات الترددية، وما ينتظر الموسم القادم بإذن الله تعالى من سهولة أكثر. أيضا الاستفادة من مرونة الحركة وسهولة التفويج من وإلى الجسر تجسيداً للحقيقة الناصعة بأن مشاريع الحج وخدمات ضيوف الرحمن في المدينتين المقدستين وأينما كان ضيوف الرحمن منذ وصولهم وحتى مغادرتهم بسلامة الله هي في صدارة أولويات القيادة حفظها الله وتوفر الدولة لها كل الإمكانيات والعزيمة لإنجازها في زمن قياسي، وها هو مشروع خادم الحرمين الشريفين لتوسعة المسجد الحرام من الناحية الشمالية ليكون اضافة نوعية كبيرة ليؤدوا صلواتهم ومناسكهم في راحة وسهولة وهو الهدف الذي لا تتوانى عنه المملكة طرفة عين لتحقيق المزيد من الراحة وكل سبل الأمن والطمأنينة في بلد الأمن والأمان الذي شرفه الله تعالى بأقدس مسؤولية وأعظمها. لقد أبلت كافة القطاعات الأمنية على مختلف مسؤولياتهم بلاء حسنا وأدوا هذا الواجب العظيم بكل كفاءة واقتدار واخلاص وهو محل تقدير واعتزاز القيادة والثناء من الجميع، وكذا اسهامات القوات المسلحة والحرس الوطني ودور القطاعات المدنية الحكومية والأهلية وما بذله الكشافة، كل ذلك وفق منظومة متعاونة متكاملة دون تعارض أو تضارب أو ارتباكات وهذه هي عظمة الخبرة السعودية في تنظيم وإدارة الحشود أمنياً وصحياً وتنقلات وإعاشة بحجم ودرجة لا نظير لها في العالم الذي بدوره يتطلع إلى الاستفادة من هذه الخبرة. وها هي النتائج بفضل الله وتوفيقه جاءت مبهرة وشرحت صدور الحجاج أنفسهم وجميع العالم الإسلامي الذين عايشوا أروع الأجواء الإيمانية التي عاشها ضيوف الرحمن واطمأنوا عليهم من خلال التقارير الإعلامية أولاً بأول والحمد لله الذي منَّ على عباده حجاج بيته الحرام بالسلامة وأدوا مناسكهم في أجواء إيمانية وبكل سهولة تحفهم عناية الرحمن ثم هذا الجهد الكبير الذي أحاطه بهم كل العاملين في الحج إخلاص وتفان فقد شارك الجميع على أرض الواقع في رسم معالم هذا النجاح الذي قاده ولاة أمرنا جزاهم الله خيراً، وإلى مزيد من التوفيق بإذن الله، وكل عام وأنتم بخير. حكمة: من طلب الآخرة بعمل الدنيا فقد ربحهما. للتواصل 026930973