أكد باحث سعودي أن اللغة العربية ليست ضعيفة حتى نخشى عليها من تطبيقات النظريات التي نشأت في حضن لغات أخرى ومقارنات وموازنات علم اللغة والتطبيقات اللغوية المعاصرة. وقال الباحث مفلح بن زابن القحطاني في مناقشة رسالة الدكتوراه التي نوقشت قبل أيام في كلية دار العلوم بجامعة القاهرة وعنوانها «الربط شعر المتنبي- دراسة في ضوء علم اللغة النصي» وأشرف عليها عضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة الدكتور محمد حماسة عبداللطيف وناقشها الدكتور محمد الوزير والدكتور طه الجندي، قال: إن الدراسة اللغوية النمطية للغة العربية لم تعد تلبي الرغبة ولا ترضي الطموح وتدور في فلك التكرار الذي يمكن الاستغناء عنه، وإن على الدرس اللغوي واجبًا كبيرًا ودورًا هامًا لتفعيل اللغة العربية وتكريس وجودها في التطبيقات الحياتية والإلكترونية المعاصرة ومحاولة تطبيق النظريات اللغوية الحديثة عليها وتفاعلها مع جميع اللغات. وأنتقد القحطاني دور بعض أقسام اللغة العربية التي ما زالت تغرد خارج السرب، وقال: إن مشكلة الدرس اللغوي على وجه الخصوص أكبر من مشكلات بقية الفروع الأخرى كالبلاغة والأدب والنقد، وأضاف: ما زالت بعض الأقسام تنظر إلى النظريات اللغوية الحديثة واللسانيات المعاصرة نظرة إقصاء وريبة وتحّرم دراسة تراكيب لغة الشعراء المعاصرين وترفض الالتفات إلى الواقع اللغوي والظواهر المؤثرة فيه ودراسة اللهجات وهذا نوع من التخلي عن الدور. واشار إلى أن أمام أقسام اللغة العربية واجباً يجب النهوض به وذلك من خلال دراسة اللغة العربية بطريقة جديدة والعمل على حوسبتها وتفاعلها مع المعطيات التقنية مع التركيز عل الجانب النصي في دراستها وتدريسها لتكون النصوص هي المنطلق الذي تستقى منه القواعد وعليه تتم التطبيقات لتبقى اللغة حية بالنص أما تقديم القواعد الجافة الصماء مع أمثلة تقليدية وقوالب يحفظها الطلاب كما هو الواقع فهو غير نافع. وفي حديثه عن المتنبي، قال الباحث السعودي: إن الدراسة تناولت بعض محاور التماسك اللغوي في شعره وشملت الإحالة والتكرار والحذف والاستبدال والربط بالأدوات والترابط الدلالي من خلال نظرية علم اللغة النصي الحديث text linguistics وقد انتهت إلى نتائج منها الكشف عن ولع الشاعر بتكرار الأنماط النحوية والأنماط الصرفية والصوتية المتوازية واهتمامه بترتيب الخطاب وتنظيم القضايا وبروز ضمير المتكلم لديه بشكل لافت، مشيراً إلى ما يتسم به من فخر بنفسه واعتداد بذاته وكذلك ميل المتنبي إلى الاستعمالات غير النمطية للأدوات والمعطيات النحوية وتماسك نصوصه بشكل مذهل من خلال وسائل السبك المعجمي ووسائل السبك النحوي وكذلك الترابط الدلالي غير المعتمد على أدوات ملفوظة وهو ما يسمى عند علماء علم اللغة النصي «الحبك». يذكر أن الباحث حصل في هذه الأطروحة على درجة الدكتوراه بمرتبة الشرف الأولى في الدراسات اللغوية الحديثة.