رغم تميز جدة بمكانتها التاريخية والتجارية والحضارية، إلا أنها ظلت تعاني من مشكلات بيئية لم تجد حلولاً لها على مدى أكثر من أربعة عقود، وإنما ظلت تتفاقم بسبب الزيادة المطردة في عدد سكانها، وأيضًا بسبب نموها الاقتصادي المتسارع وزيادة المشاريع والبناء العمراني، حتى جاء سمو الأمير خالد الفيصل ليجعل مهمته الكبرى حل تلك المشكلات، وكانت الخطوة الأولى بعد صدور الأمر السامي بتعيينه أميرًا على منطقة مكةالمكرمة قبل أربعة أعوام وضع خطة طموحة ذات شقين أحدهما عاجل يعنى بتخليص أهالي جدة من المنغصات المزمنة المتمثلة في بحيرة الصرف الصحي، ومردم النفايات القديم، ونقص المياه، ومشكلة الصرف الصحي حيث كانت المياه الملوثة تملأ العديد من شوارع وأزقة المدينة، فيما أصبح مشهد الحاويات التي تقوم بشفط تلك المياه في الصباح الباكر يشكل أحد المظاهر التي رسخت صورة متناقضة لما ينبغي أن تكون عليه عروس البحر الأحمر. الشق الثاني (الآجل) كان يعنى بتنمية المدينة وحل مشكلات الاختناقات المرورية من خلال تطوير وإنشاء شبكة ضخمة من الكباري والأنفاق والجسور، إلى جانب القضاء على المناطق العشوائية وتوسيع الرقعة الخضراء، ودعم المشاريع الخدمية التي تعنى بتحديث المدينة وتتماشى مع نموها العمراني والحضاري والاقتصادي مثل المطار الجديد، والإستاد الرياضي، وتطوير الكورنيش، وغير ذلك من المشاريع الواعدة، وحيث من المنتظر أن تجعل تلك المشاريع من جدة في غضون عقد واحد من أجمل مدن العالم بالفعل. يحق لأهالي جدة أن يتنفسوا الصعداء بعد أن أصبح حلمهم في التخلص من تلك المنغصات نهائيًا قاب قوسين أو أدنى من الارتسام على أرض الواقع، فهاهي بحيرة الصرف الصحي وقد تم تجفيفها وعولج خطرها البيئي وفق أحدث الأساليب العلمية، وهاهو مرمى النفايات وقد أزيل تمامًا مع كل آثاره البيئية السيئة، فيما زاد معدل ضخ المياه بنسبة 100%، ثم توجت تلك الإنجازات بتدشين سموه مؤخرًا منظومة الصرف الصحي شاملة التوصيلات المنزلية . الأمير خالد الفيصل الذي صنع معجزة أبها البهية، يقترب الآن بخطى واثقة ومتسارعة من تحقيق حلم العروس، ليثبت أنها مهمه شاقة، لكنها ليست مستحيلة!.