ما يزال الطريق نافذًا إلى شرفتين متجذّرتين على الشاطئ، وبينهما طاولة -كانت محجوزة لهما- عليها أصناف قهوة باهظة الأثمان. إحداهما كانت تسأل الشمس: ألا تتوه عن شرفتها زقزقات الطيور؟ والأخرى تحس بما حول الشرفة يتساقط هوينًا هوينًا.. هذا الأخير يكاد يتنازل عن بطولته، رغم أنه تذكّر شتاتًا من أبيات غجرية ، فها هو يستلّ مفاتيحه لينسحب مخلفًا الكثير من السخرية.. * * * تلك المقطوعة الصاخبة بعفويّة _ في بداية الأمر _ لم يستدلّ طريقها لشخص يُدعى بتهوفن إلا قريبًا ، قال إنها قد خلقت ثالثهما في هيئة فراغ يعبث بحديثهما ! * * * صاحبنا الآن يصوّت ببوق سيارته عند باب المقهى ، وكأن المسرى فعلا قد تأخر .