لا أظن أحدا يهتم بالمونديال أو بمباريات كأس العالم لكرة القدم كما يفعل اللبنانيون، حيث تتحول غالبية المقاهي إلى شاشات عرض للمباريات يلتف حولها المشاهدون، أو بالاحرى يتكدسون. منطقة السولدير حيث تجمعات المقاهي الكبيرة يتنافسون في وضع شاشات عرض ضخمة، وتعلو الأصوات الهادرة بالتشجيع والتصفيق عند كل (تشويتة) نحو الهدف، ثم بعد نهاية المباريات، وخصوصا إن كانت لأحد الفرق المشهورة مثل البرازيل وألمانيا والأرجنتين... إلخ، تطوف مظاهرات صاخبة بالسيارات والموترسيكلات التي تعلو أصوات منبهاتها (البواري) وزمامير ركابها والتلويح بأعلام الفريق الفائز، في الغالب يتجه هذا الركب الصاخب الهادر إلى شارع الكورنيش جيئة وذهابا، ويتعطل المرور، ولا تنفك الحالة إلا بعد ساعة حين يرغمهم التعب على التوقف، وهكذا تقريبا طيلة أيام المونديال.. وأعان الله سكان الفنادق التي على الكورنيش. وقد أجرت إحدى قنوات التلفزيون مقابلة مع بعض سفراء الدول المشاركة، وأذكر أن الألماني قال: أبدا ليس في بلدنا مثل هذا الاحتفال ولا هذا التظاهر. ويبدو أن الضجيج والضوضاء ظاهرة لبنانية للتعبير عن الانفعال فرحا كان أو غضبا، ففي الأفراح مثلا يرافقون العريسين بسياراتهم مطلقين أبواق السيارات بشدة، وكذلك في المظاهرات والمناسبات، وتسأل: ماذا يجري؟، فيقولون.. بيحتفلوا! الشارع في لبنان، وبيروت خاصة يخضع لمزاجية مستخدميه، وأسوأ مظاهر هذا الاستخدام هو فوضى المرور، ويكاد ينطبق عليه مقولة (كل من إيدو إلو) وأولوية المرور للجسور، لكن بعد ذلك ومع ذلك يبقى لبنان متنزه العرب الجميل. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 157 مسافة ثم الرسالة