عبر لقاء أجرته معه قناة الجزيرة ، قام الناطق الرسمي باسم المجلس الوطني السوري بسام جعارة ، بتخوين هيئة التنسيق الوطنية صراحة واتهمها بالعمالة للنظام ! بسام جعارة ادعى أن هيئة التنسيق دعت لمحاورة النظام وأكد على وقوف الهيئة ضد قرار تعليق عضوية سوريا بالجامعة العربية . وهو ما نفاه مرارا وتكرارا قائد هيئة التنسيق الدكتور هيثم مناع الذي فر من البلاد قبل أكثر من ثلاثة عقود مارس خلالها النضال الوطني ضد نظام القمع البعثي ، ودافع أثناءها عن حقوق الإنسان في جميع بلاد الوطن العربي ، وطارد الصهاينة وكشف جرائمهم واستمال إلى وجهة النظر العربية، العديد من منظمات حقوق الإنسان ومؤسسات المجتمع المدني في الغرب والعالم أجمع . العجيب أن المذيعة التي كانت تحاور بسام جبارة لم تقم بتصحيح المعلومة – إن شئت الفرية – التي ذكرها حول دعوة هيئة التنسيق للحوار مع النظام ، كما أنها تغاضت عن حديثه حول رفض الهيئة قرار تعليق عضوية سوريا بالجامعة العربية . وأمام هذا التجاهل لما أورده جعارة ، لم يعد أمامنا سوى احتمالين أحلاهما مر : فإما أن المذيعة لا تدري ، وتلك مصيبة ..وإما أنها تدري ، وفي هذه الحالة تصبح المصيبة أعظم . وحتى لو صدقنا ان المذيعة لم تنتبه إلى خطورة ادعاءات جعارة ، فكيف يمكن أن يفوت ذلك على هيئة التحرير بالقناة ، وكيف يمكن أن يفوت ذلك على المشرفين على النشرات الإخبارية بها ..؟ كيف لا تقوم القناة باستضافة أحد اعضاء هيئة التنسيق ليرد على تهم التخوين التي ساقها جعارة على شاشة القناة ، دون أن تُمنح الهيئة الفرصة في الدفاع عن نفسها ؟ لقد تخلت قناة الجزيرة عن مهنيتها بالكامل في الثورتين الليبية والسورية ، وتحولت من وسيلة إعلام محترمة تتحرى الدقة وتعمل على تقصي الحقيقة من مختلف المصادر، وتمنح الفرصة لكل أصحاب وجهات النظر في التعبير عن قناعاتهم ، إلى بوق دعائي يعتمد في تغطيته على الشحن والانحياز ليس ضد النظام الذي فقد كل دعائم شرعيته على المستوى الوطني والعربي والدولي وحسب ، وإنما ضد قوى المعارضة التي تختلف مع المجلس الوطني ! الجزيرة تحولت إلى ناطقة باسم إحدى قوى المعارضة التي تطمح لاحتكار حق تمثيل الشعب السوري .