«استخدام تقنيات نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد في تسجيل التغيرات الزمنية لمنطقة المسجد الحرام»، كان موضوع رسالة الماجستير التي حصل عليها بامتياز من جامعة القاهرة الباحث السعودى المهندس عمر حامد سند. هدفت الرسالة حسب فصولها الستة إلى استخدام تقنيات نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد في التوثيق الرقمي لمراحل تطور الحرم المكي، ومتابعة التغيرات التي حدثت في الحرم المكي عبر العصور المختلفة، وتوضيح خطة تطور الحرم المكي في المستقبل، ومتابعة التغيرات التي حدثت في المنطقة المركزية للحرم من طرق وأنفاق خلال الفترة من 1990 حتى 2010، توثيق بعض العناصر الأثرية مثل بئر زمزم والرواق العثماني باستخدام الصور الرقمية ونظم المعلومات. التوسعيات التاريخية واستعرض الباحث تاريخ المسجد الحرام منذ أن فتح الرسول -صلى الله عليه وسلم- مكة وأزال ما كان على الكعبة من أصنام وتوجيه القبلة بأمر من الله إلى المسجد الحرام لقوله تعالى «قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره» وقال الباحث إن المسجد الحرام ظل على حاله طوال خلافة أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- دون تغيير وفي عهد الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- استشعر مدى الحاجة للتوسعة حين رأى الزيادات المطردة في عدد الحجاج للطواف حول الكعبة، فقام بشراء البيوت المجاورة للمسجد ووسع بها ساحة المطاف وجعل لها أبوابًا يدخل الحجاج والمعتمرون منها للطواف حول الكعبة المشرفة. المؤسس وأبنائه وعندما استلم الملك عبدالعزيز رحمه الله زمام الحكم بذل جهدًا من خلال الموارد المتاحة آنذاك في العناية بالمسجد الحرام بصيانة المسجد وإصلاحه، حيث أمر بترميم الأرقة وطلاء الجدران وتم تركيب مظلات تقي المصلين حرارة الشمس، كما أمر رحمه الله بتشكيل إدارة خاصة سميت «مجلس إدارة الحرم» وكان من مهامها القيام بإدارة شؤون المسجد الحرام، وقال الباحث إنه في عهد المغفور له الملك سعود أمر بإجراء توسعة شاملة للمسجد الحرام حيث قام بإزالة المنشآت السكنية والتجارية التي كانت قائمة قرب المسعى وهدم المباني القائمة شرق المروة للبدء بشق طريق جديد يمتد بجانب الصفا والمروة، وقام ببناء المسعى من طابقين لاستيعاب أكبر عدد ممكن من الساعين والمصلين وأصبحت مساحة المسجد الحرام في عهده « 193.000م2» مما جعل الحرم يتسع لحوالي «400.000» مصلٍ وفى عهد المغفور له الملك فهد تم بوضع حجر الأساس لمشروع توسعة المسجد الحرام في صفر 1409ه حيث أصبحت مساحة المسجد الحرام شاملة مبنى المسجد بعد التوسعة الحالية والأسطح «356.000م2» تتسع لحوالى «773.000» مصلٍ، ويضم مبنى التوسعة مدخلًا رئيسًا هو باب الملك فهد و«18» مدخلًا عاديًا، وتابع: ولقد استهل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله- عهده الميمون بإصدار توجيهاته الكريمة باستكمال مشروعات توسعية في عمارة الحرم المكي بتكلفة مالية تبلغ «40» مليارًا لاستيعاب مليوني مصلٍ، وتتضمن تطوير منطقة الشامية بإنشاء أبراج وشبكة طرق مخصصة لمركبات النقل منفصلة تمامًا عن الممرات وأنفاق داخلية مخصصة فقط للمشاة، حيث تم إزالة حوالى 600 عقار ضمن نطاق الساحات الشمالية للحرم المكي الشريف، وشملت مناطق الغزة والفلق والراقوبة وجرول. وأوضح أن خادم الحرمين الشريفين أصدر قرارًا يقضي بتطوير بئر زمزم لزيادة القدرة الاستيعابية للبئر بمقدار مرة ونصف عن المعدل المعروف عنه، حيث يضم هذا المشروع الضخم مصنعًا للتعبئة ومحطة طوارئ وخزان للحريق ومبنى للمستودعات ومبنى للإدارة ومختبر تقني عالي التجهيزات، كما وستتم مراقبة مياه زمزم بواسطة نظام «اسكادا» للتحكم وهو نظام للمراقبة والتحكم الإلكتروني.