هكذا هي الأحساء في ليالي الأعياد تتزين بأجمل حليها وجواهرها... ولم لا؟ أوليست هي أرض العلم والنخيل والكرم؟! فلا تجد أحدًا لا يعرفها..، فبها ومنها يطل علينا جبل القارة الأشم بشموخه، كما تطل علينا من نافذة أخرى أمنا الحنون والتي حوت الصغير والكبير والغني والفقير.. فمن جلبابها نشتم عبق الماضي ونسيم المستقبل فهل عرفتموها؟! إنها القيصرية التي تغنى بها العربي والغربي.. فمنها اشترى أبي رحمه الله ثوب «أبو غزالين» للعيد وعطر الياسمين، وبُن اليمن، وعباءة ((البريسم))...، وهنا أيضًا قصر إبراهيم باشا وحصونه، وقصر صاهود ومحيرس... والتي ما تزال تشتمنا ونشتمها عبر التأريخ... وكذلك الحواري والأزقة والأسواق بكل قرية من قراها الملتفة بجريان مياه العيون... ولا أعني عيون النساء الناعسة والساحرة برموشها... ولكن أعني عذوبة مياهها... فالكل منها يسقي ويروي الظمأ!!. فحقًا كل ليالي هجر جميلة ومزدانة بمن يعيش فيها وعليها.. هنا ترقص الروح على نغم الحروف...، وهنا يطرب القلم على سيمفونية الإبداع والتلاقي الفكري والأدبي والاجتماعي... بل حتى بين عوام الناس فكلنا منهم وإليهم نعود فالكل منهم يمشي ويعمل على خطى ابتسامة واحترام متبادل بين الجميع.. نعم، غرد هاتفي المحمول برسالة أتت من صوب البحر.. لصديقي الحُسن الحسن «شاه الأحمد من ولاية بني معن الحبيبة». وفيها رغيف الخبر المحمل بلبنة الكلمات وزيتون المعاني وزعتر الشفاء.. فجرني بابتسامة ساحرة إلى أروقة ملتقى السرد بالأحساء!!... فهناك استقبلنا بكل أبجديات الحفاوة والترحيب من الألف إلى الياء.. هُنا همست إلى شجرة النبق ((الكنار)) والتي استقبلتني في أول الطريق بقولي لها: هل سأمرح وأسرح بما لذ وطاب من حروف النون؟ فأجابتني لا عليك ستخبرك أغصان الليمون عما يدور في خلدك.. وسترقصك أوراق العنب بعناقيدها.. وستهديك طينة الفخار أنامل عازفها وصانعها... بالسلام والتحية والإكرام... فشكرًا شكرًا لك يا أستاذ فهد المصبح على حروفك التي أيقظت ذاكرتي بالأسماء.. فأشعلت بها لي طرق العتمة.. فنايك الحزين لا يزال يدوي على خيوط الليل ورداء الذاكرة.. وشكرًا شكرًا لشمعة الحفل الأستاذة ليلى الشواكر على اهتمامك في بناء الذات لنيل الثبات، فهمومك همومنا وما نسمو إليه في ملاحقة شواطئ العطاء والتفاني... في خدمة الفرد والمجتمع.. وشكرًا شكرًا للأستاذ الجميل حسن الأحمد الذي طاول عنان السماء بخدمته وتفانيه... فاترك يا أخي ما في القلب للقلب فأخاف أن أقول لك فأنعت وأتهم بالغلو فيك وتعقد على شفاهي خيوط الكرامات!!... وشكرًا شكرًا لك يا أستاذ هشام السناوي.. فحروف الثناء تعجز عن وصفك فقد نقشت على أكف كلماتك أسماء للشعر والنثر والأدب... فالكل منهم يشدو كالهزار في مجاله وفنه... وشكرًا شكرًا لكل من حط بركب حضوره ومشاركته وتفاعله... فحقًا حقًا لامسنا في تلك الليلة سعف النخيل بروح التجديد والأمل... رغم دفء الشتاء!! وختامها المسك والعنبر... للسيد حسين العلي والمهندس عبدالله الشايب والأستاذ طاهر الزارعي وغيرهم الكثير... على الرعاية والعناية والحفاوة والاهتمام بكل فنون الإبداع داخل ملتقى السرد وخارجه فالكل منهم سفير لأهله ومنطقته وبلده... في إخراج كل جميل وتبني كل مبدع...