تشهد مزارع وأسواق محافظة الأحساء حاليا وفرة نبات الكنار (النبق) وهو فاكهة موسمية تنتجها أشجار السدر الضخمة، ويلاقي ثمره إقبالا كبيرا من الأهالي في الأحساء تحديدا والمنطقة الشرقية على وجه العموم باعتباره فاكهة لذيذة الطعم (بين الحموضة والحلاوة) ويقسمه المزارعون إلى ثلاثة أنواع رئيسية وهي: أم صليم وهو الخالي من النوى ويكون لون الثمرة أحمر داكنا في غالبها، إضافة إلى اللون الأخضر الفاتح، وكذلك أم قصم، إضافة إلى الأنواع المحسنة من الكنار المحكي المهجن مع أصناف أخرى صينية بواسطة مراكز الأبحاث ومنها مركز الأبحاث الإقليمي بالأحساء التابع لوزارة الزراعة والمياه، حيث يتم القيام بدراسات لتهجين هذه الثمرة، حيث وزعت في الآونة الأخيرة شتلات كثيرة على المزارعين للقيام بذلك. ويتميز الكنار المحلي بوفرة إنتاجه، إضافة إلى مذاقه الجيد والرائع إلا أن صغر حجمه يدفع بعض المزارعين إلى استزراع الشتلات المحسنة التي تنتج ثمارا أكبر بمقدار عدة أضعاف الثمرة المحلية. ويأتي سر إقبال الناس على الكنار بسبب خلوه من المعالجات الكيميائية والمبيدات، فشجرته طبيعية بالكامل ولا يستغرق جنيها سوى دقائق معدودة، وبعد أن تجمع الثمار تقطع أغصان الشجرة لتستعد للموسم المقبل بأغصان جديدة وثمر جديد. وأنواع الكنار تتراوح بين البلدي ذي الثمرة الصغيرة التي لا تجد إقبالا لصغر حجم الثمرة، والهندي المتوسط الثمرة الذي قد يطعم بالتفاح، فيصبح حجم ثمرته في حجم التفاحة الصغيرة ويكون مذاقه بين مذاق الكنار والتفاح أي يكون مائلا للحموضة أو يطعم بالكمثرى ويكون حجمه وشكله أقرب إلى ثمرة الكمثرى الصغيرة ومذاقه يتراوح بين مذاق الكمثرى ومذاق الكنار. من جهته يقول المزارع حسين بن محمد الأحمد إن الكنار ينتج من شجرة السدر وهي شجرة معمرة تنتج كميات كبيرة من الكنار، ويباع سعر الكيلو منها ما بين 7 و 15 ريالا، وشهد هذا العام وفرة في الإنتاج المهجن المسمى حاليا بالصيني. أما المزارع طاهر بن حسين العيسى فيقول إن الكنار أحيانا يستخدم لعلاجات شعبية، وإن البعض يزرع السدر في المنزل إلا أن الأطفال لا يبالون بإسقاط ثماره بالحجارة والأخشاب مما يحدو بالبعض إلى العزوف عن زراعة هذه الشجرة رغم فائدة إنتاجها الجيد والجميل جدا. كما يستمتع بعض المزارعين والمشترين في هذا الموسم بتذوق (جذب) النخل كما يسمى عند البعض أو لب النخلة وهو عبارة عن أنسجة نباتية ذات طعم مميز، ويتم استقطاعها بطريقة خاصة وبمهارة عالية من النخلة في حال التخلص منها ربما لكبر سنها أو لعدم الرغبة في موقعها، ويباع الجذب بسعر متوسط يقدر ب 100 ريال للنخلة الواحدة ويزيد حسب حجمها ومذاق جذبها.