قال الضَمِير المُتَكَلّم : يوم السبت الماضي شَبّ حريق كبير وهَائل في إحدى المدارس الأهلية في محافظة جدة ؛ والنتيجة مأساوية ( وفيات ، وإصابات لمعلمات، وصغار في عمر الزهور ) !! وهنا تلك الأنفس والأجساد البريئة ، ما ذنبها لكيما تُقَتل وتُزهَق حَرقاً أو تعاني من الإصابات ، والاختناقات وما نَتَج عنها من التَّبِعَات ؟! أرجو أن لا يخرج بعض المسئولين بالتبريرات إياها ؛ ويعطينا دروساً في أهمية الإيمان بالقضاء والقدر ، وأن تلك نيران لا تنتظر أحداً !! فأولئك القوم في الغرب والشرق ( لا يؤمنون بقضاء ولا قَدر ، ومع ذلك فهم يحافظون على أرواح البَشَر ) ؛ أما نحن فنشهد الله على الإيمان بهما ؛ ولكن نتساءل عن مُسببات تلك المأساة ، ونطالب بالتحقيقات وأشد العقوبات على المسؤولين عنها ! فبداية هل هذا المبنى يتصف بمواصفات الأمن والسلامة وهو يحتضن تلك الأرواح ؟! أم أن هناك تجاوزات واستثناءات ؟! وهل يشتمل على تجهيزات ومخارج للطوارئ عند الأزمات؟! وما أسباب اندلاع الحريق ؟! وهل ذلك راجع لخطأ بشَري أو فنّي ؟! أيضاً ذكرت المصادر الإخبارية عن قيام بعض الطالبات بإلقاء أنفسهنّ من الأدوار العليا هَلَعَاً ؛ فهل تمّ تدريب إدارة المدرسة ومعلماتها على التعامل النفسي مع تلك الحالات ؟! ثمّ مهما كان حجم الحريق ، أو مفاجأته ؛ فالمكان جدة ؛ تلك المدينة الكبيرة ، والحادثة وقعت صباحاً ؛ فأين سَرعة تفاعل الدفاع المدني مع الواقعة ؟! وأين معداته في الإنقاذ ؟! لماذا تأخرت طائراته في المشاركة في إخماد الحريق ، وإخراج مَن هُمّ تحت رحمة النيران والدّخان ؟! وهل يملك أفراده التدريبات اللازمة ؟! أم أنهم مشغولون عن ذلك ؟! وأين تفاعل وجاهزية الهلال الأحمر وإسعافات المستشفيات ومن يتمّ إخراجه من المبنى يُلقَى ، ويُسْدَح على قارعة الطريق حتى تأتي سيارة الإسعاف ؟! يا جماعة نعيش ثورة تقنية وتطوراً في إعداد رجال المَطَافِي نفسياً وبدنياً وتقنياً ، وتجهيزات كبيرة ؛ فهل وصلت لِربْعِنَا ؟! تلك ليست اتهامات ؛ ولكنها تساؤلات تبحث عن إجابات ؛ فأرواح البشر غالية وسلامتها ، والحفاظ عليها الواجب الأهم لأي مسئول !! فهل نسمع قريباً نتائج التحقيق ، وإعلان العقوبات على المقصرين ؛ ( صورة مع التحية لهيئة مكافحة الفَسَاد ) ! وأخيراً لا نملك إلا الدعاء بالرحمة لمن استشهدوا في هذا الحريق ، وجَبر الله مصاب أهلهم ، وأعان الله أسَراً كانت تنتظر فلذات أكبادها ؛ فعادوا لها اجسادا محترقة ، أو مصابة ؟! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة . تويتر : @aaljamili