قال الضَمِير المُتَكَلِّم : في صحيفة المدينة ليوم الأحد الماضي كانت صورهم (ثلاثة أطفال في سِنّ البراءة) ولدان وبنت ترتسم على وجوههم ابتسامة أَمَل ، نظرة تفاؤل لمستقبلٍ لم يكتمل ، ولن يكتمل ؛ فتلك الزهرات البريئات تفحمت أمام ناظري أمِّ مكلومة لا تملك إلا العويل والصراخ ؛ ولَطْمَ الجراح ؛ فقد رأت النيران تُذِيبُ أجساد فلذات كبدها ؛حتى ولو حاولت إطفاء الحريق بأحشائها وكبدها ! آه ثم آه تلك الأنفس الطاهرة غَادرت دنيانا الفانية قبل يومين في حريق التهم بيتاً شعبياً متهالكاً في أحد أحياء المدينة (البيت كان لا يصلح لسكنى البشر ؛ لكنه العَوَز والفَقَر) !! ابتساماتهم الصافية في الصورة كانت محاولة يائسة لمحاربة الفقر ؛ ولكنه في النهاية انتصر ؛ وتلك الضحكات غابت ، ماتت ؛ وتلك الأرواح أزهقت ؛ وهي لا تعلم بأي ذَنْب قُتِلَت ؛ أرجوكم لا تقولوا إنه القدر.. فجميعنا يؤمن بالقدر، ولكن يكفي جعله لأخطائنا عُذُراً. يا هؤلاء يا أولئك: * ويحاً لظروفٍ اقتصادية ورواتب متدنية جعلت المواطن فقيراً لا يملك حتى دراهم القوت والسكن ؛ فلا يملك إلا أن يجمع فِرَاخه في دارٍ من عَفَن !! * ويحاً لأمانات وبلديات مهمتها رسم الخطط والأحلام الوردية على الورق ؛ بينما المواطن لا يملك بيتاً حتى من ورق! * ويحاً لبنوك وشركات تربح من الوطن والمواطنين ألوف المليارات على مرّ السنين دون أن تقدم ولو قبلة على الجبين!! * ويحاً لأموال طائلة تتقاذفها يومياً أسواق الأسهم والعقارات ؛ أما زكاتها ؛ فالمواطن الفقير محروم منها ؛ والسؤال عنها بِدعة !! * ويحاً لجمعيات خيرية يسكن القائمون عليها المكاتب الفاخرة ؛ يعلنون ، يَتسوّلون ، والمواطنون المتعَفِّفون من هِباتهم محرومون !! * أرأيتم لا ذنب للقدر ؛ إنه صُنْع البَشَرِ بالبَشَر ؛ فهنيئاً لذلك المنتصر ؛ عرفتموه إنه المسئول عن الفقر !! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة . فاكس : 048427595 [email protected]