قال الضَمِير المُتَكَلِّم: أصدقكم القول كنت قد كتبت مقالاً قبل أيام تحت عنوان: (جريمة جدة ضد مجهول)، كتبته في لحظات من اليأس، ولا سيما بعد حوادث أمطار الرياض، كتبت ذلك المقال بعد أن غَرِقْت في أمواج من الخوف من تكرار سيناريو لجان سابقة كانت تجتمع داخل القاعات المغلقة ثم تُنهي تقريرها، ومعه تموت القضية وتنسى، ثم تسجل الجريمة التي ضحاياها الوطن والمواطن ضد المجهول، كتبت ذلك المقال الممزوج بمرارة القُنوط، وأنا أتذكر تلك الأرواح البريئة التي اغتالتها يد الفساد في جدة!! يومها اتصل بي أحد الزملاء في الصحيفة قائلاً لماذا اليأس؟ (تقرير جدة وصل لليد الأمينة، وما علينا إلاّ الانتظار، وأعتقد أنه لن يطول)، اقتنعت بكلامه (ربما مؤقتًا)، وأوقفت ذلك المقال، واليوم أعترف برجاحة عقله وبُعْد نظره، فها هو ملك الإنسانية (الملك عبدالله) يكتب صفحة جديدة من صفحات التطور والتغيير، ويرسم بحروف من نور عصر الوضوح والشفافية، ليؤكد لشعبه ووطنه أن كل يَد تحاول أن تنال الوطن والمواطن والمقيم بشيء من فَساد فإن البتر سيكون مصيرها مهما كان الجَسَد الذي تنتمي إليه!! نعم الأمر الملكي التاريخي بإحالة جميع المتهمين من كافة المؤسسات الحكومية والخاصة في قضية فاجعة سيول جدة إلى الجهات المختصة لاستكمال التحقيق وإصدار العقوبة، والتوجيه بسرعة معالجة الوضع القائم من المؤسسات المعنية، هو رسالة لكل مسؤول في وطننا مهما كان حجمه كيما يتحمل الأمانة، وإلا أصبح تحت نظر العدالة!! فالشكر لخادم الحرمين -حفظه الله-، وأمنيات مواطن بسيط أن تُشَكّل لجنة عليا تتسع دائرتها لتشمل مراجعة جميع مشاريع البنية التحتية في كل المناطق والمحافظات، لتعديل المسار ومواصلة قطار التطور، وأمنية أخرى من مواطن مسكين أن تنظر هيئة كبار العلماء في إصدار فتوى تُجَرم العبث بالمال العام وتُحَرم تمويل الفساد الإداري، فأحيانًا إعلان ما هو معلوم من الدين بالضرورة قد يُحيي الضمائر الميتة!! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة. فاكس: 048427595 [email protected]