قال الضَمِير المُتَكَلِّم : قبل أمس الاثنين احتفل العالم باليوم العالمي للدفاع المدني ؛ ومعه احتفلنا ؛ طبعاً دفاعنا المدني احتفل ببرامج تقليدية مكرورة، لوحات إعلانية، معرض مصاحب، وربما دورة تدريبية عامة، وتوزيع (بروشورات، ويمكن شوية طَفَايات)، وبعدها يكتب التقرير: (أيها المسؤول احتفلنا، وكله تمام) !! براحتكم اعتبروني متشائمًا ؛ ألبس نظارة سوداء ؛ كما تريدون ؛ ولكن دفاعنا يحتفل بماذا ياتُرى ؛ ما منجزاته الملموسة في إنقاذ الأرواح والممتلكات ؟! ما برامجه التطويرية وماذا لديه من خطط مستقبلية؟! ما سكن ذاكرة المجتمع أن دوره ربما اقتصر على انتشال الأجساد الغارقة ، والجثث المتفحمة وتسليمها مشكوراً لذويها !! في هذه اللحظات أرى مسؤولي الدفاع المدني قد رفعوا أصواتهم : يا هذا أيها المتشائم نحن قدمنا ، نحن صنعنا ؛ ثم إنّ بينَ الموت والغريق ومن هو في دائرة الحريق دقائق قليلة ؛ تضيع في الوصول إليه يصعب معها تقديم المساعدة ؛ ولهم أقول : إن أعداد أفراد ومراكز الدفاع المدني قليلة جداً لا تتناسب مع الزيادة الكبيرة في أعداد السكان ، والتوسع في المناطق العمرانية ، وتدريباتهم عسكرية أكثر منها فنية ؛ ولهذا ما أتمناه أن يتحول الدفاع المدني من جهة عسكرية ؛ تهتم ب (خَطوتين للأمام سِرْ ، وللخلف دُرْ) إلى جهة مدنية يساهم فيها كل المواطنين والمقيمين ؛ فقد أثبتت حادثة سيول جدة أن مجتمعنا يميل للأعمال التطوعية ، ويتفانى ويبدع فيها ؛ وهنا لا بد من استثمار هذه الصفات النبيلة من خلال إنشاء (جمعية أصدقاء الدفاع المدني) في كل المناطق والمدن والأحياء ؛ يتقدم لها المتطوعون من الجنسين ؛ حيث يحصلون على تدريبات مكثفة في المساعدات الأولية في حوادث الغرق والحريق والاحتجاز مع تزويدهم بالمعدات البسيطة اللازمة ؛ وعند وقوع أي حادث ؛ يتم توجيه أقرب متطوع ؛ ليقوم بالمساعدة الأولية المبنية على التدريب حتى وصول الفرقة الخاصة ؛ فهذا سوف يسهم في إنقاذ الأرواح البريئة ؛ كما أنه سوف يرفع من دائرة الوعي لدى المواطن والمقيم ؛ ويمكن تحفيز أعضاء تلك الجمعية بمكافآت تشجيعية. فهل يتحول الدفاع المدني إلى (دِفَاع ... مَدني)؟ ألقاكم بخير والضمائر متكلمة. فاكس : 048427595 [email protected]