المعارضة الأمريكية لقرار منظمة الأممالمتحدة للتربية و العلوم و الثقافة»الأونيسكو» منح فلسطين كامل العضوية في المنظمة لا يمكن وصفه بأقل من «بلطجة» باسم الديمقراطية...فالولاياتالمتحدةالأمريكية أزعجت العالم ليل نهار بتفاخرها بأنها بلد الأحرار و راعية حقوق الإنسان و حامية الديمقراطية و التي تسعى إلى نشرها في كل أركان الأرض. باسم الديمقراطية دخلت أمريكا إلى تفاصيل حياة الدول و الشعوب..فأملت على هذا ماذا يفعل..و أرشدت ذاك كيف يتصرف..و شجعت هناك مجموعات..و مدت يد العون في أكثر من مكان لهذا الفريق أو ذاك..بل وصل الأمر إلى التدخل العسكري حماية للديمقراطية و حقوق الإنسان. لا اعتراض على كل ذلك فلا يوجد إنسان يحمل ذرة من المبادئ لا يؤيد حقوق الإنسان و لا يتمني سيادة الروح الديمقراطية في كل مكان..لكن احتجاجنا هو أن الديمقراطية لا تجزأ و لا تفصل بحسب مقاس هذا أو ذاك..فهي كل تؤخذ كما هي أو تترك..و لا يحق لأحد قوة كبرى أو صغرى أن تتعامل معها بغير ذلك. أحد أهم ركائز الديمقراطية الاحتكام الى التصويت في أي قرار يمس المجموع..و القبول برأي الأغلبية حتى و إن كان القرار في غير صالح البعض...غير أن «راعية» الديمقراطية لم يرُقْها قرار الأونيسكو الذي صوتت له (170) دولة,فلم تكتفِ بمعارضته بل أرادت تأديب المنظمة فألغت مساهمتها في ميزانيتها..و دفعت كندا الى نفس موقفها...بل و استخدمت نفوذها السياسي و الإعلامي لإقناع العالم أن هكذا قرار ليس في صالح «عملية السلام» الشرق أوسطية التي ستتضرر به...أكثر من ذلك طالب الرئيس الأمريكي أوباما من رئاسة دولة البوسنة و الهرسك الثلاثية عدم دعم الطلب الذي تقدم به الرئيس الفلسطيني محمود عباس للجمعية العمومية للأمم المتحدة للانضمام إلى المنظمة الدولية كعضو كامل العضوية حسب ما نقلت وكالات الأنباء. نعرف أن للسياسة دهاليزها و منعطفاتها و تعرجاتها التي لا تحكمها سوى المصالح.. لكن ما تقوم به الولاياتالمتحدةالأمريكية من أجل دعم إسرائيل ليس سوى بلطجة لا تختلف بأي حال من الأحوال عن «بلطجية» النظام المصري السابق..و عن «شبيحة» النظام السوري..و عن «كتائب» القذافي فكلهم يفرضون آراءهم على الآخرين بالقوة و بعنف حتى و إن أدى ذلك إلى انتهاكات للقوانين الدولية و المبادئ الإنسانية. فاكس 6718388-جدة [email protected]