قال الله تعالى: (وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق)، إنه روي عن ابن عباس وابن جبير رضي الله عنهما: (لما فرغ الخليل إبراهيم عليه السلام من بناء البيت وقيل له أذّن في الناس بالحج قال: يا رب. وما يبلغ صوتي؟ قال له الله: أذّن وعليّ البلاغ، فصعد إبراهيم عليه السلام جبل أبي قبيس، وصاح يا أيها الناس إن الله قد أمركم بحج هذا البيت ليثيبكم به الجنة ويجيركم من عذاب النار، فحجوا فأجابه من كان في أصلاب الرجال وأرحام النساء لبيك اللهم لبيك.... الحديث). إنها المعجزة الإلهية أن أسمع الله صوت خليله إبراهيم عليه السلام من شاء من عباده ممن كتب لهم أن يحجوا. فهيأ لهم السبل ويسر لهم أداء هذه الشعيرة براحة وطمأنينة، وأمن وسلام، فمنذ ذلك التاريخ ووفود الحجيج تتوافد على البيت العتيق زرافات وجماعات استجابة لدعوة إبراهيم الخليل وامتثالاً لأمر الله عز وجل. وكما هو معلوم أن الحج والعمرة شعيرتان عظيمتان في حياة المسلم لما فيهما من الأجر العظيم وتكفيرًا للذنوب والخطايا. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلاّ الجنة) متفق عليه. ومن فضل الله عز وجل أن اختص أهل هذه البلاد حكومة وشعبًا لخدمة حجاج البيت العتيق مهوى أفئدة الناس في مشارق الأرض ومغاربها. وأن ما تشهده المشاعر المقدسة في كل عام من تحسينات ومشروعات تطويرية بما في ذلك توسعة الحرمين الشريفين ومشروع جسر الجمرات بطوابقه الأربعة وقطار المشاعر المقدسة يؤكد على الاهتمام المنقطع النظير لما توليه حكومتنا الرشيدة لتقديم أفضل الخدمات للحجاج وقاصدي هذه الديار المقدسة. نسأل المولى الكريم لضيوف الرحمن حجًّا مبرورًا وسعيًا مشكورًا وذنبًا مغفورًا وعودًا حميدًا إلى ديارهم وأهلهم سالمين. عبدالرحمن سراج منشي - مكة المكرمة