الخطبُ جللٌ، والمصابُ عظيمٌ بفقد رجل الدولة أبي خالد -سلطان بن عبدالعزيز آل سعود- لم يدر في خلدنا أن ذاك الرحيل هو الأخير، كما أضحى هذا الوداع هو أيضًا الأخير، فماذا تكتب الأقلام عن أمير الإنسانية؟ وماذا يقول التاريخ عن أمّة في رجل؟! يا أبا خالد أسلمت روحك لبارئها وأنت راضٍ مرضيٌّ عنك بإذن الله، تنعيك الثكالى، والأرامل، والأيتام، فحق عليهم أن يبكوك، وحق علينا أن نبكيك، وحق على الوطن أن يبكيك. يا أبا خالد كم من يد ارتفعت تدعو لك؟ وكم من مكروب أبدلت همّه فرحًا؟ فطوبى لمَن كان لحاجات الناس مقصدًا، وطوبى لمَن قدّم خيرًا قبل رحيله، وطوبى لمن ترك مناقبَ وخصالاً تذكّره بعد رحيله، وطوبى لمن جعله الله مفتاحًا للخير، وطوبى لمن أجرى الله على يديه مصالح الخلق، ومنافع العباد، وطوبى لرجل لم يجعل لنا أيّ خيار آخر سوى أن نحبه. يا أبا خالد أجارنا الله في مصابنا بفقدك، فقد صعب علينا الفراق، سكن الحزن في دواخلنا، واعتصر الألم قلوبنا، وإن فاضت روحك الطاهرة إلى المولى العزيز، فأنت خالد بيننا، وباقٍ فينا، ونحن راضون بقضاء الله ومشيئته.. اللهم لا رادّ لقضائك. يا أبا خالد فلتهنأ روحك الطاهرة، ولتسكن في جنان الخلد راضية مرضية، وليجعل الله من فوقها نورًا، ومن تحتها نورًا، وعن يمينها نورًا، وعن شمالها نورًا، وليبوئها الله متكئات الصادقين. وليجعل قبرك روضة من رياض الجنة.. اللهم آمين. عذب الكلام.. سلطان.. مَن ذا كان يسبقهُ في كل طيبٍ نرى أيدٍ لهُ فيها سيكتبُ الدهر سلطانًا ويرسمهُ ذكرى وما كان للأيام تمحيها فليسقي اللهُ روحًا ودعت جسدًا حتى بماء الرضا والعفو يرويها