أشار المفكر السعودي تركي الحمد إلى أنّ استقرار مصير الثورات العربية التي شهدتها وتشهدها الساحة الآن لا يخرج عن أمرين: إمّا أن يكون هناك حزب طائفي أو نخبة معينة هي من تقود الثورة، وبالتالي توجه المجتمع كما تريد كما في الثورة الروسية، وإمّا أن يكون هناك اختطاف لهذه الثورة من قبل فئة معينة.. مبيّناً أن الشباب الذين قاموا بهذه الثورات الشعبية العربية قادرين على استرجاعها لامتلاكهم المعلومة والحركة وقاعدة الانتصار ووسائل التقنية الحديثة، وأن هذه الثورات ثورات جماعية، مما سيسهم في نتيجة إيجابية لصالح ثوراتهم. جاء ذلك خلال الأمسية الثقافية التي نظمها ملتقى نجران الأدبي مساء أمس الأول بقاعة الأسطورة تحت عنوان «ربيع العرب.. بداية جديدة أم كارثة جديدة»، وأدارها محمد زاهر الألمعي ووسط حضور كثيف امتلأت بهم القاعة. وأبان الحمد في محاضرته أن الثورات العربية أعادت الإنسان العربي للفعل بعد أن كان مفعولاً به، لافتًا إلى أن عام 2011 وما يجري فيها من تغيير في بعض الدول جاء بهاجس البحث عن الحرية التي تطالب بها الشعوب وكلما تأخر الإصلاح كان الثمن المدفوع أكثر، والإصلاح الكامل هو الأساس وليس الناقص لضمان تجنب الثورات، لأنه بغير الإصلاح فإن أي مجتمع سيصل لما وصلت إليه مصر وليبيا وسوريا، ممتدحًا هذه الشعوب على اعتبار أنها جاءت من الشعوب وليس من طرف ينوب عنهم كالأحزاب وخلافها على الرغم أن هذه الثورات لم تكن منتظرة نهائيًا، مرجعًا السبب إلى ما وصلت إليه تلك الشعوب من خوف ويأس وقف حاجزًا أمامهم في عدم مواجهة حكامهم بحقيقة التغيير. ونوّه الحمد إلى أن الفتن الطائفية والقبلية التي تجري على أرض مصر واليمن وسوريا تدعو للتساؤل إلى أين تسير هذه الثورات هل إلى الأسوأ أم إلى الأحسن، وهل سوف نشهد استقرار ووضع آمن، غير أنه أبدى تفاؤله بهذه الثورات، معتبرًا أن الفرد الذي يرضى أن يعيش لمجرد أن يأكل ويعيش دون أن يحلم بحريته وكرامته الإنسانية ليس الإنسان الذي خلقه الله وكرّمه على سائر خلقه، لأن الإنسان الحقيقي هو كتلة من حرية وكتلة من كرامة.