دعا الرئيس الصيني هو جينتاو أمس إلى إعادة توحيد الصين وتايوان وذلك خلال الاحتفالات بالذكرى المئوية للثورة الصينية في 10 أكتوبر 1911 التي أنهت الحكم الأمبراطوري. وفي خطاب ألقاه أمام مسؤولي الحزب الشيوعي وبينهم الرئيس الصيني السابق جيانغ زيمين رفض هو جينتاو احتمال الاعتراف باستقلال تايوان. وقال الرئيس الصيني إن «تحقيق إعادة التوحيد بطريقة سلمية هو ما يلبي بأفضل شكل المصالح الجوهرية للشعب الصيني بما يشمل مواطنينا في تايوان». وأضاف «علينا أن نعزز معارضتنا لاستقلال تايوان وأن نشجع التعاون بين مواطني الجانبين». وتايوان مستقلة بحكم الأمر الواقع منذ 1949 حين أنتهت الحرب الأهلية لكن بكين تعتبرها جزيرة متمردة ولا تستبعد استخدام القوة لإعادتها إلى سيطرتها. وألقى هو كلمته خلال الاحتفال الذي جرى في «قاعة الشعب الكبرى» احتفالا بمرور 100 عام على ثورة شينهاي التي أطاحت بأسرة تشينغ الإمبراطورية ما أنهى أكثر من ألفي عام من الحكم الأمبراطوري في الصين. وأسفرت الثورة عن إقامة الجمهورية الصينية التي لم تستمر سوى حتى عام 1949 في البر الصيني باستثناء تايوان. ففي عام 1949 سيطر الشيوعيون على الحكم وانتقل من تبقى من الجمهوريين إلى جزيرة تايوان التي لا تزال تحمل اسم «جمهورية الصين» ولكن بكين تطالب بالسيادة على الجزيرة منذ ذلك الحين وترفض اعتراف أي بلد في العالم بتايوان وتخير بلدان العالم بين الاعتراف بالحكم القائم في الجزيرة وإقامة علاقات مع بكين. وقال هو «يتعين أن يكون هدف الجانبين هو العمل معا لتعزيز نمو العلاقات عبر المضيق (الذي يفصل تايوان عن الصين) نموا سلميا». وكانت العلاقات بين الجانبين قد شهدت تحسنا واضحا منذ وصول الرئيس التايواني ما يينغ-جيو إلى السلطة عام 2008 اذ يتخذ مواقف أكثر ودا تجاه بكين. وتعد الصين الشريك التجاري الأكبر لتايوان وأكبر مقصد للاستثمارات التايوانية وقد باتت الآن ايضا مركزا لعدد متزايد من التايوانيين. غير أن الكثيرين من التايوانيين قلقون من التهديد العسكري الذي تمثله الصين التي لم تتخل يوما عن هدفها استعادة الجزيرة، بالقوة إذا لزم الأمر. ومن جانبه أكد هو التزام الصين بالتنمية السلمية، وسط مخاوف من الحشد العسكري الصيني وتأكيد مطالبها بأراضٍ في محيطها. وقال هو «كانت الصين وستظل قوة إيجابية للحفاظ على السلم العالمي وتعزيز التنمية المشتركة». وقد سعت الصين مرارا لتهدئة المخاوف بشأن سعيها لاقتناء صواريخ متطورة فضلا عن أنظمة أقمار صناعية وأسلحة ألكترونية ومقاتلات، قائلة إن سياستها «دفاعية». غير أن جيران الصين ينظرون بقلق لتأكيدها مطالبها بالسيادة على جزر في بحر الصين الشرقي وبحر الصين الجنوبي تعتبرها بكين تابعة لها بينما تتنازع بلدان آسيوية مجاورة السيادة على مناطق منها. وخلال حديث هو ظهر الرئيس السابق جيانغ زيمين جالسا إلى جانب مسؤولين كبار آخرين خلال المناسبة التي بثها التلفزيون الحكومي بثا مباشرا، وقد بدا جيانغ واهنا ومنهكا. وكانت هذه المرة الأولى التي يظهر فيها جيانغ البالغ من العمر 85 عاما علنا منذ ثارت شائعات في يوليو عن وفاته، ما حدا بوكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية لنفي تلك التقارير، وهو أمر نادر في الصين.