بكين - أ ف ب، يو بي آي - دعا الرئيس الصيني هو جينتاو أمس، خلال احتفالات الذكرى المئوية للثورة الصينية في 10 تشرين الأول (أكتوبر) 1911 التي أنهت أكثر من ألفي عام من الحكم الإمبراطوري، الى إعادة توحيد بلاده وتايوان، مشدداً على رفض احتمال الاعتراف باستقلال تايوان. وقال في خطاب ألقاه في «قاعة الشعب الكبرى» أمام مسؤولي الحزب الشيوعي وبينهم الرئيس الصيني السابق جيانغ زيمين الذي ظهر للمرة الأولى منذ أن سرت إشاعات عن وفاته في تموز (يوليو): «إعادة التوحيد بطريقة سلمية يلبي بأفضل شكل المصالح الجوهرية للشعب الصيني وبينها مواطنونا في تايوان». وأضاف: «يجب أن نعزز معارضتنا لاستقلال تايوان، ونشجع التعاون بين مواطني الجانبين»، مطالباً بعمل الجانبين معاً لتعزيز نمو العلاقات عبر المضيق الذي يفصل تايوان عن الصين «بطريقة سلمية، إذ ستظل الصين قوة إيجابية للحفاظ على السلم العالمي، وتعزيز التنمية المشتركة». وسعت الصين مرات الى تهدئة المخاوف من سعيها لاقتناء صواريخ متطورة فضلاً عن أنظمة أقمار صناعية وأسلحة إلكترونية ومقاتلات، قائلة إن سياستها «دفاعية». وتايوان مستقلة بحكم الأمر الواقع منذ عام 1949 حين انتهت الحرب الأهلية بسيطرة الشيوعيين على الحكم وانتقال من تبقى من الجمهوريين الى جزيرة تايوان، لكن بكين تعتبرها جزيرة متمردة ولا تستبعد استخدام القوة لإعادتها الى سيطرتها. وكانت العلاقات بين الجانبين شهدت تحسناً واضحاً منذ وصول الرئيس التايواني ما يينغ جيو الى السلطة عام 2008، والذي اتخذ مواقف أكثر وداً تجاه بكين. وتعد الصين الشريك التجاري الأكبر لتايوان، وأكبر مقصد للاستثمارات التايوانية. وباتت الآن أيضاً مركزاً لعدد متزايد من التايوانيين. وهناك رحلات مباشرة أسبوعياً بين تايوان والصين، بينما كانت الطائرات تتوقف في هونغ كونغ في الماضي. لكن تايوانيين كثيرين قلقون من التهديد العسكري للصين التي لم تتخلَ يوماً عن هدفها في استعادة الجزيرة. الى ذلك، أكد هو الذي يشغل أيضاً منصب السكرتير العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، أن الصين ستواصل تعزيز الوحدة بين كل المجموعات العرقية في الصين وجميع الصينيين داخل البلاد وخارجها. وأشاد الرئيس الصيني بثورة عام 1911، ووصفها ب «ثورة عصرية ووطنية وديموقراطية تماماً هزت العالم وبشرت بتغيرات اجتماعية غير مسبوقة في الصين». ويرى منتقدون أن الحزب لا بدّ أن يجري إصلاحات أكثر عمقاً وإلا فإنه مهدد بفقدان السلطة. وكتب تشو روي جين، النائب السابق لرئيس تحرير صحيفة الشعب في مقال أن «الصين أصبحت تواجه مرة أخرى مزيجاً من الفساد الرسمي والاستياء الشعبي وتعثر الإصلاح». وقال لي يي، المؤرخ في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية ببكين: «من الدروس الرئيسية المستفادة للثورة هو أن مصير البلد يتوقف على كون الحكام يقومون باختيارات سليمة في شأن إجراء إصلاحات. وفي النهاية لا تزال القضية هي أن الصين الحديثة تحتاج الى شكل حديث للحكم أي الحكم الدستوري».